شي يلتقي بوتين عبر رابط فيديو

 عقد الرئيس الصيني شي جين بينغ اجتماعا افتراضيا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في بكين بعد ظهر اليوم (الجمعة).

أعرب الرئيس شي عن سعادته بالاجتماع افتراضيا مع الرئيس بوتين في نهاية العام، قائلا إن مثل هذا الاجتماع أصبح تقليدًا جيدًا بينهما. وأشار شي إلى أنه بتوجيه منه وبوتين، أصبحت شراكة التنسيق الاستراتيجية الشاملة بين الصين وروسيا في العصر الجديد أكثر نضجًا ومرونة، مع زيادة الزخم الداخلي والقيمة الخاصة للتعاون الثنائي.

وذكر شي أن في الأشهر الـ11 الأولى من العام الجاري، وصل حجم التجارة الثنائية إلى مستوى قياسي، وجرى تعزيز التعاون الاستثماري وتكامله. وأضاف أن التعاون في مجال الطاقة لا يزال محور ارتكاز، وأن مشاريع التعاون في المجالات الرئيسية تتقدم بشكل مطرد. كما يتمتع الجانبان بتعاون متزايد على المستوى المحلي وتبادل شعبي وثقافي أوثق. وأشار إلى أنه تم تنفيذ فعاليات عام التبادل الرياضي بسلاسة، لافتا إلى أن الدعم الاجتماعي والشعبي للصداقة بين الصين وروسيا يزداد قوة.

وأضاف أنه: "في بيئة دولية متقلبة ومضطربة، من المهم أن تظل الصين وروسيا مخلصتين للطموح الأصلي المتمثل في التعاون، وأن تحافظا على التركيز الاستراتيجي، وتعززا التنسيق الاستراتيجي، وتواصلا كونهما فرصة تنموية وشريكًا عالميًا لبعضهما البعض، وتسعيا جاهدتين لتحقيق المزيد من الفوائد للشعبين واستقرار أكبر للعالم ".

وشدد الرئيس شي على أن الجانبين بحاجة إلى الاستفادة بشكل جيد من آليات العمل وقنوات الاتصال القائمة للدفع من أجل تحقيق المزيد من التقدم في التعاون العملي في مجالات مثل الاقتصاد والتجارة والطاقة والتمويل والزراعة، ودفع تطوير الموانئ الحدودية والبنية التحتية الأخرى للارتباطية، وتوسيع نطاق التعاون في كل من الطاقة التقليدية والجديدة. وأوضح أن الجانبين يحتاجان إلى الاستفادة من نقاط القوة التقليدية، وزيادة تعميق التبادل الشعبي والثقافي، وضمان عام آخر ناجح للتبادل الرياضي، وإنشاء أنماط جديدة للتبادل الثقافي بين البلدين.

وقال شي إن الصين قامت في الآونة الأخيرة بتعديل تدابير الاستجابة لكوفيد-19 في ضوء الوضع المستجد، من أجل تنسيق الاستجابة للجائحة مع التنمية الاقتصادية والاجتماعية على نحو أفضل، مع التركيز الآن على ضمان صحة الشعب والوقاية من الحالات المرضية الشديدة. وأوضح أن الصين مستعدة لاستئناف التبادل الطبيعي للأفراد مع روسيا وجميع الدول الأخرى بطريقة منتظمة.

وأكد أن العالم قد وصل الآن إلى مفترق طرق تاريخي آخر، والخيار الآن بين اتجاهين: إما العودة إلى عقلية الحرب الباردة، وإثارة الانقسام والعداء، وتأجيج المواجهة بين التكتلات، أو العمل من منطلق الصالح العام للإنسانية لتعزيز المساواة والاحترام المتبادل والتعاون المربح للجميع. وأضاف أن الصراع العنيف بين هذين الاتجاهين يختبر حكمة رجال الدولة في الدول الكبرى، ويختبر أيضا تعقُل البشرية جمعاء. وأوضح أن الحقائق أثبتت مرارا أن الاحتواء والقمع لا يحظيان بشعبية، وأن فرض العقوبات على الدول والتدخل في شؤونها محكوم عليهما بالفشل.

وأكد أن الصين على أهبة الاستعداد للتعاون مع روسيا وجميع القوى التقدمية الأخرى في جميع أنحاء العالم التي تعارض سياسات الهيمنة والقوة، من أجل رفض أي شكل من الأحادية والحمائية والتنمر، وحماية سيادة البلدين وأمنهما ومصالحهما التنموية بحزم، ودعم النزاهة والعدالة الدوليتين.

وقال شي إن الجانبين بحاجة إلى الحفاظ على التنسيق والتعاون الوثيقين في الشؤون الدولية، ودعم سلطة الأمم المتحدة ومكانة القانون الدولي، والدفاع عن التعددية الحقيقية، والوفاء بمسؤولياتهما كدولتين كبيرتين وتقديم قدوة في قضايا مثل حماية أمن الغذاء والطاقة العالمي. وأضاف أن الجانبين يحتاجان إلى مواصلة تشجيع الأطراف في منظمة شانغهاي للتعاون على تعزيز التضامن والثقة المتبادلة، وإظهار دعم متبادل أكبر في القضايا المتعلقة بالمصالح الأساسية لكل منها، والمقاومة المشتركة للتدخل والتخريب من جانب القوى الخارجية. وأوضح أن تعاون بريكس شهد العديد من النقاط البارزة التي توضح تماما المزايا المغرية والآفاق المشرقة لمجموعة بريكس. وأكد أن الصين ستعمل مع روسيا لدفع توسيع عضوية بريكس بنشاط لتعزيز قوة دول المجموعة، ودعم المصالح المشتركة لدول الأسواق الصاعدة والدول النامية.

وقال الرئيس بوتين إنه من دواعي سروره البالغ استمرار هذا التقليد الجيد بين البلدين المتمثل في عقد هذا الاجتماع الافتراضي مع الرئيس شي مع اقتراب العام الجديد، لتقييم التقدم في العلاقات الروسية-الصينية خلال العام الجاري ورسم خطة للتعاون في العام المقبل.

وقدّم مجددا تهانيه الحارة نيابة عن الشعب الروسي على نجاح المؤتمر الوطني الـ 20 للحزب الشيوعي الصيني وإعادة انتخاب الرئيس شي أمينا عاما للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني. وقال إنه في ظل القيادة القديرة للأمين العام شي، ستواصل الصين تحقيق إنجازات جديدة في مختلف مجالات التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وسيزداد تعزيز مكانة الصين وتأثيرها على الساحة الدولية.

وقال بوتين إنه في ظل الوضع الدولي المعقد والخطير، حافظت العلاقات الروسية-الصينية على زخم سليم للنمو، مع تحقيق تقدم مطرد في التعاون في مجالات مثل الطاقة والزراعة والنقل والبنية التحتية والرياضة والتبادلات الشعبية. وأضاف أن العلاقات الروسية-الصينية نمت بشكل أكثر مرونة ونضجًا واستقرارًا، واكتسب التنسيق الاستراتيجي بين البلدين أهمية أكبر، ما وضع نموذجًا رائعًا للعلاقات بين الدول الكبرى في القرن الحادي والعشرين.

وأوضح أن بلاده تؤيد بشدة موقف الصين بشأن مسألة تايوان وتظل ملتزمة بشدة بمبدأ صين واحدة. وأشار إلى أن روسيا تتطلع إلى تعزيز التبادلات والاتصالات مع الصين ودفع التعاون بنشاط في مختلف المجالات. ومع قيام الصين بتحسين إجراءات الاستجابة لكوفيد-19، سيستمر التبادل الشعبي والثقافي بين البلدين في التوسع.

وذكر بوتين أن روسيا تشيد بالصين إزاء موقفها الموضوعي والحيادي في الشؤون الدولية، وتشيد بعمل الصين خلال رئاستها مجموعة بريكس. وأكد أن روسيا على استعداد للحفاظ على التنسيق الوثيق مع الصين في المحافل متعددة الأطراف، منها الأمم المتحدة ومنظمة شانغهاي للتعاون ومجموعة بريكس ومجموعة العشرين، والعمل بشكل مشترك على تعزيز بناء نظام دولي أكثر عدلا وعقلانية، وحماية المصالح المشروعة لكل من البلدين، والعمل معًا لدعم النزاهة والعدالة الدوليتين.

وتبادل الرئيسان الآراء بشأن الأزمة الأوكرانية. وشدد الرئيس شي على أن الصين لاحظت تصريح روسيا بأنها لم ترفض قط حل الصراع من خلال المفاوضات الدبلوماسية، والصين تشيد بذلك. وقال إن مسار محادثات السلام لن يكون سهلا، ولكن ما دامت الأطراف لا تكف عن المحاولة، فسوف تكون هناك دوما إمكانية لتحقيق السلام. وستواصل الصين اتخاذ موقف موضوعي وحيادي، والعمل على بناء التضافر في المجتمع الدولي، والقيام بدور بناء تجاه التوصل إلى حل سلمي للأزمة الأوكرانية.

كما تبادل الرئيسان التهاني بمناسبة العام الجديد، وتمنيَّا عاما جديدا سعيدا للشعبين، وإنجازات أكبر للبلدين في تنميتهما.

حضر الاجتماع وانغ يي وخه لي فنغ.

بيان الخصوصية وسياسة ملفات تعريف الارتباط

من خلال الاستمرار في تصفح موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط ، وسياسة الخصوصية المنقحة .يمكنك تغيير إعدادات ملفات تعريف الارتباط من خلال متصفحك .
أوافق