قال الرئيس الصيني شي جين بينغ يوم الثلاثاء(11 يناير) إنه يتعين على الصين وإندونيسيا تعزيز التعاون بطريقة منسقة في حقبة ما بعد كوفيد-19.
وفي محادثة هاتفية مع الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو، اقترح شي أن يدمج الجانبان بين تعاون الحزام والطريق وبناء الصين لنمط تنمية جديد وخطة التنمية الوطنية متوسطة وطويلة الأجل في إندونيسيا.
وأشار شي إلى أنه منذ العام الماضي، تمضي العلاقات بين الصين وإندونيسيا قدما وتحافظ على الاستقرار على الرغم من جائحة كوفيد-19.
وأضاف أن البلدين أطلقا آلية تعاون للحوار رفيع المستوى، ووضعا نمطا جديدا للتعاون الثنائي على "الدفع القوي" للشؤون السياسية والاقتصادية والثقافية والبحرية.
وقال شي إن الصين وإندونيسيا دولتان ناميتان رئيسيتان، ولديهما مُثل ومعتقدات متشابهة في تحقيق التنمية الوطنية والسعي لتحقيق السعادة لشعبيهما.
وأشار إلى أنه في مواجهة تغييرات كبيرة وجائحة، لم يسبق لأي منها مثيل منذ قرن، ينبغي على البلدين السعي بقوة لبناء مجتمع مصير مشترك، مضيفا أن مفتاح تحقيق هذا الهدف هو إنجاز الأشياء الملموسة بشكل جيد واحدا تلو الآخر.
وشدد شي على أنه يتعين على الجانبين العمل معا لمكافحة كوفيد-19 وتقديم نموذج جيد للتعاون الصحي.
وأكد أن الصين ستواصل التعاون مع إندونيسيا في جميع مراحل السلسلة الصناعية للقاحات وبحوث الأدوية وتطويرها، ومساعدة إندونيسيا في بناء مركز إقليمي لإنتاج اللقاحات، والعمل مع إندونيسيا لتحسين حوكمة الصحة العامة العالمية وبناء مجتمع عالمي لصحة الجميع على أساس المكافحة المشتركة لكوفيد-19.
وأضاف شي أنه يتعين على الجانبين السعي لتحقيق التنمية المشتركة ووضع نموذج يحتذى به للتعاون العملي.
ودعا إلى بذل جهود مشتركة لبناء خط سكة حديد جاكرتا-باندونغ فائق السرعة بجودة عالية، والتنفيذ الجاد للبرامج الرئيسية مثل الممرات الاقتصادية الإقليمية الشاملة ومشروع "دولتان، ومجمعات توأمية"، وتعزيز مجالات النمو الجديدة مثل الطاقة الجديدة وإزالة الكربون والاقتصاد الرقمي والتعاون البحري.
وأكد شي أن الصين ستشارك بنشاط بكل قوتها في أي شيء يساعد في تعزيز التنمية في إندونيسيا وفي تعميق التعاون بين الصين وإندونيسيا.
وقال إن الصين تولي أهمية كبيرة لدور إندونيسيا في الشؤون الإقليمية والدولية، ومستعدة للعمل معها لتنفيذ التوافقات التي تم التوصل إليها في القمة التذكارية بين الصين والآسيان العام الماضي، وتعزيز التعافي الاقتصادي الإقليمي، وحماية السلام والاستقرار الإقليميين.
وفي إشارة إلى أن الصين وإندونيسيا تترأسان مجموعة بريكس ومجموعة العشرين، على التوالي، هذا العام، أعرب شي عن استعداد الصين للعمل مع إندونيسيا لممارسة التعددية الحقيقية، والتنفيذ النشط لمبادرة التنمية العالمية، وحماية مصالح الأسواق الناشئة والبلدان النامية، والمساهمة في تعزيز التعافي الاقتصادي العالمي وتحسين الحوكمة الاقتصادية العالمية.
من جانبه، قدم ويدودو التهاني على نجاح الجلسة الكاملة السادسة للجنة المركزية الـ19 للحزب الشيوعي الصيني، قائلا إنه يعتقد أن الشعب الصيني سيواصل تحقيق أمجاد جديدة تحت قيادة شي.
ولفت ويدودو إلى أنه في العام الماضي، حققت التجارة والاستثمار المتبادلين نموا سريعا، وحقق التعاون الصحي نتائج ملحوظة، وخاصة التعاون في إنتاج اللقاحات وأبحاث الأدوية وتطويرها ، مشيرا إلى أن 80 بالمئة من اللقاحات الإندونيسية تأتي من الصين.
وأشار إلى أنه في الوقت نفسه، يحرز بناء خط سكة حديد جاكرتا- باندونغ فائق السرعة تقدما سلسا، حيث من المتوقع أن يكتمل الخط ويُفتح أمام حركة المرور في الميعاد المقرر.
وأوضح ويدودو أن العلاقات الجيدة بين إندونيسيا والصين تقوم على أساس الاحترام المتبادل والتعاون المربح للجانبين.
وأعرب عن استعداد إندونيسيا للعمل مع الصين لتعزيز التعاون في مجالات مثل الاقتصاد والتجارة والاستجابة للجائحة، وتعزيز تعاون الحزام والطريق بنشاط، ودفع بناء الممرات الاقتصادية الإقليمية الشاملة، وتنفيذ مشروع "دولتان ومجمعات توأمية".
وأضاف ويدودو أن بلاده ترحب باستثمار الشركات الصينية في إندونيسيا وإجراء تعاون في التكنولوجيا الفائقة والتنمية الخضراء ومجالات أخرى.
وقال إن إندونيسيا، بصفتها رئيس مجموعة العشرين هذا العام، مستعدة للتنسيق الوثيق مع الصين لمساعدة المجموعة على لعب دور نشط في تعزيز التضامن الدولي وتعافي الاقتصاد العالمي.
كما أعرب عن تمنياته للشعب الصيني بقضاء عيد ربيع سعيد، وتحقيق الصين النجاح في استضافة دورتي الألعاب الأولمبية والبارالمبية الشتويتين في بكين.