شهدت الطبيعة القتالية للسياسة الخارجية الأمريكية ازديادا وارتفاعا مستمرا خلال السنوات الأخيرة، تمشيا مع التأثير المتزايد لرؤوس أموالها على حياتها السياسية. ويعتبر الصراع الروسي الأوكراني مثالا نموذجيا لذلك. ومن المتوقع أن الصراع نتج عقب إرسال روسيا قواتها إلى أوكرانيا، لكنه في الحقيقة، يرجع سببه كنتاج حتمي إلى محاولة الولايات المتحدة لتعزيز توسيع الناتو المستمر شرقًا وبث الشقاق بين روسيا والاتحاد الأوروبي. فبعد اندلاع هذا الصراع، تعمل الولايات المتحدة عبر كل الوسائل على إطالة أمد الصراع بين الروس والأوكرانيين، بغية "الصيد في المياه العكرة" أي إثارة التوترات والفوضى من أجل كسب مصالحها الخاصة.