مرة أخرى تواطأ السياسيون الأمريكيون ووسائل الإعلام الغربية مع بعضهم البعض، حيث ذكرت صحيفة "تايمز" البريطانية يوم 1 إبريل نقلاً عن ما يسمى بـ"مصادر استخباراتية أمريكية"، أن الصين شنت "هجومًا إلكترونيًا واسع النطاق" على المنشآت العسكرية والنووية الأوكرانية عشية العملية العسكرية الروسية الخاصة ضد أوكرانيا. كما زعمت الصحيفة أن هذه الأخبار مصدرها جهاز الأمن القومي الأوكراني.

هذه الكذبة "شائنة" للغاية! ودحضت وكالة الأمن القومي الأوكرانية هذه الشائعات على الفور عبر عدد من وسائل التواصل الاجتماعي، موضحة أنها لم تقدم المعلومات المذكورة إلى أي وسائل إعلام، وليس لديها بيانات ذات الصلة بهذا الأمر، ولم تحقق فيها. وأن ما يسمى بـ "استنتاجات التحقيق" لصحيفة التايمز لا علاقة له  بالوكالة.

لا يمكن أن تكون الحقائق أكثر وضوحًا: التقارير حول ما يسمى بـ "الهجوم السيبراني" الصيني ضد أوكرانيا هي مجرد تكتيك آخر من قبل الولايات المتحدة والغرب باستخدام أزمة أوكرانيا لإلقاء اللوم على الصين. لاحظ الرأي العام أنه قبل وبعد اندلاع الصراع العسكري الروسي الأوكراني، عمل بعض السياسيين الأمريكيين ووسائل الإعلام معًا لنشر أخبار كاذبة عن الصين، بما فيها الادعاء الكاذب بأن الصين كانت على علم مسبق بالعملية العسكرية الروسية، ونشر شائعات بأن الصين قد تقدم لروسيا مساعدات عسكرية واقتصادية. كما أشار بعض المحللين، فإن الولايات المتحدة تبذل قصارى جهدها لنشر الشائعات وذلك بهدف تشويه صورة الصين، وتعكير صفو العلاقات الصينية الروسية، ونقل تناقضاتها الداخلية إلى العالم الخارجي، ومحاولة الحصول على المزيد من الفوائد الجيوسياسية مما يحدث من  الفوضى في العالم.

إن الصين ليست طرفا مباشرا في الأزمة الأوكرانية، وتعمل على تعزيز محادثات السلام وتقديم المساعدات الإنسانية. الأمر واضح جدا، فليس هناك حاجة إلى تكرار الحيل القديمة للسياسيين الأمريكيين بنشر الشائعات أمام العالم!