في بداية العقد الثالث من القرن الحادي والعشرين ، يمكن للناس أن يشهدوا أن السياسيين الأمريكيين لا يزالون ينظرون إلى كل بلد يُعتبر تهديدًا من منظور الحرب الباردة، ولا يزالون حريصين على التحريض على العداء الأيديولوجي ومحاربة أعدائهم الوهميين، الأمر الذي يجعل تبديد غيوم الحرب الباردة السوداء شبه مستحيل. وامتد ظل الحرب الباردة من واشنطن إلى بكين وموسكو.
من تفكيك الاتحاد السوفيتي إلى تصميم "المصيدة الأوكرانية" خطوة بخطوة بهدف تحقيق الأهداف الاستراتيجية المتمثلة في "القضاء على" روسيا، والسيطرة على أوروبا، واحتواء الصين، والحفاظ على الهيمنة المطلقة، اعتمدت الولايات المتحدة "الخطة الاستراتيجية الرئيسية"، الأمر الذي يمكنها أن تقتل العديد من الطيور بحجر واحد من أجل السيطرة على العالم.
بالنسبة للصين ، أدخلت الحكومة الأمريكية "المحور إلى آسيا" و "استراتيجية المحيطين الهندي والهادئ"، وتوحدت مع اليابان والهند وأستراليا ودول أخرى في المنطقة لتوحيد المجموعات الاستراتيجية الصغيرة مثل "الحوار الأمني الرباعي" و"الشراكة الأمنية الثلاثية"، في محاولة لاحتواء الصين من اتجاهات متعددة.
لخص وو شين بو، عميد معهد الدراسات الدولية بجامعة فودان، أن المنافسة بين الولايات المتحدة والصين ستكون شاملة، وستشمل الحكومات والمجتمعات؛ قد تؤدي المنافسة العميقة إلى إضعاف خطير أو حتى انفصال للعلاقات الصينية الأمريكية في مجالات السلسلة الصناعية والعلوم والتكنولوجيا والتبادلات الشعبية والثقافية؛ ومن حيث الشدة، ستكون المنافسة غير عادية.
"منذ دخول الرئيس جو بايدن البيت الأبيض قبل عام، أصر هو وكبار مستشاريه على أنهم لا يبحثون عن عودة إلى منافسة القوى العظمى بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي التي هيمنت على الشؤون العالمية لما يقرب من خمسة عقود. لكن بعد مرور عام على رئاسته، أشارت تصرفات بايدن إلى غير ذلك "، وفقًا لتعليق نُشر على الموقع الأمريكي للمصلحة الوطنية ، مضيفًا أنه في جميع مجالات السياسات الخارجية للولايات المتحدة، فإن إدارة بايدن تنتهج وتمارس "عقلية الحرب الباردة".