في عام 2003، وصف ألفونسو كارون، مخرج فيلم "هاري بوتر وسجين أزكابان"، الرئيس الأمريكي الأسبق جورج دبليو بوش بفولدمورت في سلسلة "هاري بوتر". كما قارنت قناة بي بي سي الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بفولدمورت أيضًا. وعندما يرى الناس من خلال إيمان فولدمورت بالسلطة وجمع الأتباع واستخدام العنف بشكل تعسفي ومحاولة قتل منافسيه بشكل متكرر من أجل الهيمنة، يبدو أنه بالإمكان العثور على صورة معكوسة في ممارسات الولايات المتحدة.
قال الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر ذات مرة بصراحة إن الولايات المتحدة هي أكثر الدول عدوانية في التاريخ. وتشير البيانات إلى أنه في التاريخ القصير بعد تأسيس الولايات المتحدة لمدة أكثر من 240 عامًا، لم تشارك الولايات المتحدة في الحروب في أقل من 20 عامًا. والحقيقة أن الحروب التي تشنها الولايات المتحدة لا تشمل "الحروب الساخنة" فحسب، بل تشمل أيضًا الحروب الاقتصادية، وتعتبر العقوبات "السفن الحربية القوية والأسلحة الحادة" في أيدي واشنطن.
ما تسعى إليه واشنطن هو المصلحة السياسية الذاتية. وهي لا تتردد في انتهاك القواعد الأساسية للعلاقات الدولية القائمة على مقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة وتواصل شن الحروب في جميع أنحاء العالم، من ضمنها، الحروب في شمال كوريا وفيتنام والعراق وكوسوفو وأفغانستان وسوريا ... من أجل الحفاظ على هيمنتها، شاركت الولايات المتحدة في الأغلبية من الحروب والنزاعات المسلحة واسعة النطاق منذ الحرب العالمية الثانية، تحت شعار "إعلاء العدالة" و"وقف العدوان"، مما تسبب في كوارث إنسانية عميقة للبلدان المتضررة وإغراق هذه البلدان والمناطق ذات الصلة في الاضطرابات والركود الاقتصادي.
"إن الدولة التي سعت في أوائل القرن الحادي والعشرين للهيمنة على العالم والتنمر ضد الدول الأخرى وتجاهل القواعد المتفق عليها، هي بدون منازع الولايات المتحدة." كتبت صحيفة نيويورك تايمز في مقال نُشر في أكتوبر عام 2020. وفي سلسلة "هاري بوتر"، كان فولدمورت "قويًا"، لكن طبيعته الشريرة ستفضح في النهاية. وأدت غطرسة فولدمورت وتعصبه للسلطة المطلقة إلى زواله في نهاية المطاف، وهذه النهاية لها منطقها الحتمي، وليس التفكير القائم على التمني للروائي. وعلى نفس المنوال، في الواقع أنه لا يمكن لأعمال الهيمنة على النمط الأمريكي وأعمال تقويض النظام الدولي إلا أن تنتهي برد فعل عنيف سيدمرها ذاتيا.