ثماني عادات شعبية خاصة بعيد الفوانيس التقليدي الصيني

 يصادف اليوم الخامس عشر من الشهر الأول من التقويم القمري عيد الفوانيس الذي يعد عيدا مهما جدا بالنسبة إلى الشعب الصيني. ويرجع تاريخ هذا العيد إلى ما قبل أكثر من ألفي سنة، حيث حُدد اليوم الخامس عشر من الشهر القمري الأول ليكون عيد الفوانيس في عهد أسرة هان الملكية، وكان الاحتفال بعيد الفوانيس يتراوح بين يوم واحد إلى ثلاثة أيام في عهد أسرة تانغ الملكية، وخمسة أيام في عهد أسرة سونغ الملكية. وخلال عيد الفوانيس، يمارس الناس عادات مختلفة وأنشطة احتفالية متنوعة.

ويعد المشي على سيقان خشبية متينة عرضا فنيا شعبيا قديما جدا ظهر في عهد أسرة تشو والمعروف أيضا بعصر الربيع والخريف. وعندما يحل عيد الفوانيس، فإن هذا النشاط الشعبي المتمثل في المشي على سيقان خشبية متينة يحظى بشعبية في العديد من الأماكن. وتوجد بالسيقان الخشبية نقطة دعم مصنوعة من عصى خشبية مسطحة للقدمين، ثم تُربط مع القدمين بحبال. ويسير الممثلون على السيقان الخشبية المتينة، ولا يمكنهم المشي بحرية فحسب، بل يؤدون أيضا العديد من الحركات الصعبة مثل القفز على المقاعد والرقص. وكانت أطول ساق خشبية متينة يبلغ طولها أكثر من عشرة أقدام، حيث كان الممثلون يغنون أثناء العروض بحيوية ويضحكون وكأنهم يسيرون على أرض مستوية. وتعد رقصة الأسد فنا شعبيا مميزا في الصين. وكلما يحل عيد الفوانيس أو الاحتفالات الأخرى، يؤدي الناس رقصة الأسد للاحتفال بالعيد. ونشأت هذه العادة في فترة الممالك الثلاث واشتهرت في الأسر الجنوبية والشمالية، ولها تاريخ يزيد عن ألف عام.

ويعتبر تجديف القوارب البرية تقليد لحركة القوارب على الأرض. وعادة ما يكون مقدمو العروض فتيات، حيث يضعن على أجسادهن الأدوات المسرحية على أشكال قوارب، ويرددن بعض الأغاني المحلية أثناء الجري، ويرقصن أثناء الغناء.
 ونشأت عادة تعليق الفوانيس خلال عيد الفوانيس في عهد أسرة هان الملكية، حيث دعا الإمبراطور في أسرة هان بقوة إلى البوذية وأمر في الليلة الخامسة عشرة من الشهر القمري الأول "بإشعال المصابيح لعبادة بوذا" في القصر والمعابد. وفي وقت لاحق، انتقلت عادة تعليق الفوانيس في هذا العيد إلى الناس من البلاط الامبراطوري. وكلما يحل عيد الفوانيس، تعلق كل أسرة فوانيس ملونة أمام منزلها سواء كانت من طبقة النبلاء أو عامة الناس، وتكون الشوارع والأزقة مضاءة بشكل ساطع .

ويُطلق على لعبة فوانيس التنين أيضا اسم "رقصة التنين"، ولها تاريخ يزيد عن ألفي عام. ونشأت لعبة فوانيس التنين من عبادة الناس للتنين. وفي نظر الصينيين القدماء، يتمتع التنين بقدرة على استدعاء الرياح والمطر، وهو أمر ذو أهمية كبيرة للطقس والإنتاج والحياة. وكلما يحل عيد الفوانيس، يمارس الناس لعبة فوانيس التنين للتضرع من أجل نعمة التنين، وحتى يكون هناك طقس جيد وحصاد وافر في العام المقبل، كما ازدهرت وتطورت ممارسة تقاليد رقصة التنين بين الصينيين المغتربين، وفي كل عيد صيني تقليدي أو احتفال كبير، يؤدون رقصة الأسد ويمارسون لعبة فوانيس التنين، مما يخلق أجواء احتفالية شرقية. وخلال عيد الفوانيس، يحب الشماليون البسطاء الاحتفال به من خلال أداء رقصة "اليانغكو". ويختلف أسلوب رقصة "اليانغكو" من مكان إلى آخر، بما في ذلك "اليانغكو" في شمالي مقاطعة شانشي و"اليانغكو" في شمال شرقي الصين و"اليانغكو" في مقاطعة خبي و"اليانغكو" في مقاطعة شاندونغ وغيرها، ومن بينها، يتسم "اليانغكو" في شمال شرقي الصين بأوسع انتشار وأعلى مستوى فني.

وبالإضافة إلى الاحتفالات، يتضمن عيد الفوانيس أيضا بعض الأنشطة الشعبية، مثل "القضاء على جميع الأمراض." ويكون المشاركون في الأساس من الرجال، حيث يمشون معا، أو يعبرون الجسر، أو يمشون بجوار الحائط، أو يذهبون إلى الضواحي، ويخرجون الأمراض ويقضون على الكوارث عن طريق المشي. 
ووفقا للتقاليد الشعبية، ففي كل عام في اليوم الخامس عشر من الشهر القمري الأول، يتعين على كل أسرة أن تأكل "اليوانشياو". ونظرا لأن لفظ هذا الاسم يشبه كلمة "لم شمل" في اللغة الصينية، فإنه يعبر عن أمل الناس في لم شمل الأسرة بأكملها، والتناغم والسعادة في عيد الفوانيس.

بيان الخصوصية وسياسة ملفات تعريف الارتباط

من خلال الاستمرار في تصفح موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط ، وسياسة الخصوصية المنقحة .يمكنك تغيير إعدادات ملفات تعريف الارتباط من خلال متصفحك .
أوافق