عم إضراب شامل مدن الضفة الغربية اليوم (الأربعاء) تنديدا بمقتل 6 فلسطينيين بنيران الجيش الإسرائيلي أمس (الثلاثاء) في مخيم جنين للاجئين الفلسطينيين.

وأغلقت المحال التجارية أبوابها في مدن رام الله والخليل وجنين ونابلس وطولكرم وبيت لحم وسلفيت وقلقيلية وطوباس والأغوار تلبية لدعوة الفصائل الفلسطينية حدادا على أرواح القتلى الستة.

وبدت الشوارع في بلدات وقرى ومدن الضفة الغربية شبه خالية من السيارات والمارة بعد توقف خطوط النقل والمواصلات فيها، فيما فتحت وسائل الإعلام المحلية موجات مفتوحة استمرت عدة ساعات.

وقال منسق القوى الوطنية والإسلامية في رام الله عصام بكر لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن الإضراب يأتي "تنديدا بمجزرة الجيش الإسرائيلي في مخيم جنين والتى راح ضحيتها ستة فلسطينيين"، مشيرا إلى أن المدن ستشهد تظاهرات غاضبة في وقت لاحق رفضا لسياسة القتل الإسرائيلية.

وقتل 6 فلسطينيين وأصيب 26 آخرون أمس (الثلاثاء) خلال عملية للجيش الإسرائيلي في مخيم جنين للاجئين الفلسطينيين شمال الضفة الغربية، وفق مصادر فلسطينية وإسرائيلية.

وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان مقتضب تلقت وكالة أنباء ((شينخوا)) نسخة منه إن القتلى هم محمد غزاوي (26 عاما) وطارق ناطور (27 عاما) زياد الزرعيني (29 عاما) عبد الفتاح خروشة (49 عاما) ومعتصم صباغ (22 عاما) ومحمد خلوف (22 عاما).

وأوضح أن 26 فلسطينيا أصيبوا برصاص الجنود الإسرائيليين بالمخيم جرى نقلهم إلى المستشفيات في جنين لتلقي العلاج اللازم، واصفا حالة 3 منهم بالخطيرة والبقية بالمتوسطة.

من جهته، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي في بيان إن قوات الجيش نفذت نشاطا عسكريا في مخيم جنين، إلا أن الإذاعة الإسرائيلية أفادت بأن القوات تبادلت إطلاق النار مع مسلحين فلسطينيين.

وأوضحت الإذاعة أن بين القتلى الفلسطينيين عبد الفتاح خروشة منفذ عملية إطلاق نار في بلدة حوارة جنوب نابلس قبل أيام وأسفرت عن مقتل شخصين، مشيرة إلى أن تبادل إطلاق النار أدى إلي إصابة جنديين إسرائيليين أحدهما بجروح متوسطة والآخر طفيفة.

إلى ذلك، شيع آلاف من الفلسطينيين في أجواء من الغضب والحزن جثامين خمسة في مخيم جنين وهم غزاوي وناطور والزرعيني وصباغ وخلوف، بينما السادس خروشة جرى نقله إلى مسقط رأسه في مدينة نابلس.

وانطلق موكب تشييع الجثامين الذين حملوا على الأكتاف من مستشفى جنين ومن ثم توجه إلى بيوت أقاربهم لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة قبل أن يتم دفنهم.

ولم يتمالك أقارب القتلى أنفسهم، وذرفوا الدموع على فراقهم في مشهد أثر على المشيعين، الذين تعالت أصواتهم بالتكبير وهتافات تندد بـ"الجريمة".

وفي هذا الصدد، دعت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في بيان إلى تصعيد "المقاومة المسلحة" ضد إسرائيل، في أعقاب عملية الجيش الإسرائيلي في مخيم جنين.

وتصاعدت حدة التوتر بين الفلسطينيين والإسرائيليين في الضفة الغربية والقدس الشرقية منذ بداية العام الجاري ما أدى إلى مقتل أكثر من 70 فلسطينيا برصاص إسرائيلي، مقابل مقتل 14 شخصا في إسرائيل نتيجة هجمات فلسطينية، بحسب إحصائيات رسمية فلسطينية وإسرائيلية.