تعليق: تحذير! الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا قريبة أكثر من فتح "صندوق باندورا"

اجتمع قادة الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا يوم الاثنين (13 مارس) وأصدروا خطة تزويد أستراليا بالغواصات النووية، وقبل أيام من إعلان هذه الخطة بين الدول الثلاث انعقد اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بفيينا، حيث راجعت الهيئة للمرة السابعة على التوالي مسألة تعاون الغواصات النووية بين الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا، وأعربت دول عديدة عن معارضتها الحازمة لهذه الخطة. لكن الدول الثلاث تجاهلت مخاوف الأطراف المختلفة وأعلنت خطة التعاون هذه، ما يعد خطوة أخرى أحادية الجانب تتعارض مع التوافق المتعدد الأطراف على الطريق الخطير والخاطئ. إذا تم تنفيذ هذه الخطة، فسيدمر ذلك بلا شك السلام والاستقرار في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، ويهدم  المنظومة الدولية لعدم الانتشار النووي، ويحفز سباق التسلح، مثلما يفتح "صندوق باندورا"، الأمر الذي سيؤدي إلى تداعيات لا تحمد عقباها.

إن الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا من الدول الموقعة على معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية (NPT) ولكنها تسير  عكس محتواها، إذا خالفت خطتها للتعاون في الغواصات النووية أهداف ومبادئ معاهدة NPT واللوائح المعنية في "نظام الوكالة الدولية للطاقة الذرية" و"معاهدة إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية في جنوب المحيط الهادئ".

مهما كانت حسابات الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا الضيقة، فإن التعاون في مجال الغواصات النووية ليس أمرا خاصا بهم، وإنما أمر يتعلق بمصالح جميع الدول الأعضاء بالوكالة الدولية للطاقة الذرية ويتعين مناقشته بصورة مشتركة بين حكومات جميع الدول الأعضاء. وقبل توصل الأطراف المختلفة إلى توافق، سيعد تعاون الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا غير مقبول. إن الشعوب في آسيا والمحيط الهادئ لن ينسوا أنه بسبب التخلص من ضباب الحرب الباردة بالذات، أصبحت منطقة آسيا والمحيط الهادئ منطقة أكثر حيوية وأسرع نموا في العالم. إن هذا الوضع ثمين للغاية وشعوب المنطقة لن تسمح  لأي أحدًا بتدميره.

بيان الخصوصية وسياسة ملفات تعريف الارتباط

من خلال الاستمرار في تصفح موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط ، وسياسة الخصوصية المنقحة .يمكنك تغيير إعدادات ملفات تعريف الارتباط من خلال متصفحك .
أوافق