مقالة خاصة: رحلة التنمية الجديدة للصين تجلب فرصا مربحة للجميع في العالم

قال الرئيس الصيني شي جين بينغ هنا يوم الاثنين في الجلسة الختامية للدورة الأولى للمجلس الوطني الـ14 لنواب الشعب الصيني، الهيئة التشريعية الوطنية، إن "عصا التتابع الخاصة ببناء دولة اشتراكية حديثة عظيمة ودفع النهضة الوطنية قد انتقلت تاريخيا إلى جيلنا".

وقال شي "سنكرس جهودنا للسلام والتنمية والتعاون والمنفعة المتبادلة، وسنقف بحزم على الجانب الصحيح من التاريخ، ونمارس التعددية الحقيقية، ونتمسك بالقيم المشتركة للإنسانية".

ومع اختتام "الدورتين" لهذا العام، أظهرت كلمات شي ثقة الصين في بدء فصل جديد من التحديث الصيني بقيادة كفؤة وسياسات مفصلة، وقدمت لمحة عن تجربة الحوكمة الناجحة للصين وبينت عزم الصين على بناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية.

-- فصل جديد، فرص جديدة

خلال قرن من الزمن، حققت الأمة الصينية تحولا كبيرا. ونهضتها العظيمة الآن على مسار تاريخي لا رجعة فيه.

وأشار شي يوم الاثنين إلى أن تنمية الصين تفيد العالم ولا يمكن للصين أن تنمو بمعزل عن بقية العالم.

وقد وجد محمد العجلان، نائب رئيس مجلس إدارة مجموعة عجلان وإخوانه القابضة، وهي شركة قابضة استثمارية رائدة في الشرق الأوسط وواحدة من أكبر الشركات السعودية الخاصة العاملة في الصين ، أن كلمات شي هذه وثيقة الصلة بشكل خاص.

وقال إن "الصين بلد جذاب يدعم الاستثمار والشركات الأجنبية"، مضيفا أنه يعتقد أنه "تحت قيادة الحكومة الجديدة، سينمو الاقتصاد الصيني بشكل مطرد".

وأفاد "أنا واثق من تعزيز التعاون في مختلف المجالات مع الصين".

وفي خطابه، أكد شي مجددا عزم الصين على دفع التنمية عالية الجودة بثبات وبذل جهود ملموسة لدفع الانفتاح عالي المستوى، وكلاهما يحظى بتقدير واسع النطاق من قبل المجتمع الدولي.

وقال تانغ زيمين، مدير دراسات الصين والآسيان في معهد بانيابيوات للإدارة ومقره بانكوك إن دفع الصين للتنمية عالية الجودة أمر يجلب الإلهام لحكومة تايلاند وشعبها.

وذكر تانغ أن "فلسفة التنمية الصينية وتكنولوجياتها الجديدة ومبادرتها الخاصة بالحزام والطريق، التي يمثلها خط السكك الحديدية بين الصين ولاوس وتايلاند، تفضي إلى تعميق التعاون بين دول المنطقة والصين".

وأشار ألكسندر لومانوف، رئيس مركز دراسات آسيا والمحيط الهادئ في معهد الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية التابع لأكاديمية العلوم الروسية، إلى أن الصين، باعتبارها ثاني أكبر اقتصاد في العالم، ملتزمة بحماية اقتصاد عالمي مفتوح وشامل، مضيفا أن التنمية الجديدة للصين ستخلق فرصا جديدة للعالم، وتضخ الثقة والزخم في الانتعاش الاقتصادي العالمي.

وأفاد كوبانيتشبيك تابالدييف، المدير العام السابق لوكالة أنباء ((كابار)) في قيرغيزستان، أن "التقدم التكنولوجي في الصين يأتي إلى الواجهة في العديد من المجالات"، مبينا أنه "باستخدام التقدم التكنولوجي الحديث، يعمل المجتمع الصيني على توسيع أفق تنميته".

وقال أوغستين نجامنشي، الأمين التنفيذي لبرنامج تنمية الموارد الحيوية والحفاظ عليها في الكاميرون، "لقد أتيحت لي فرصة الذهاب إلى الصين ورأيت الطريقة التي أصبحت بها تنميتها خضراء. الصين تفهم المستقبل وحماية البيئة، وتعرف بالضبط كيف ستؤثر على التنمية في المستقبل".

-- مفاهيم الحوكمة التنويرية

قال شي يوم الاثنين إنه يجب تنفيذ فلسفة التنمية المتمحورة حول الشعب حتى تعود مكاسب التحديث بالنفع على جميع الشعب بشكل عادل.

كما شدد الزعيم الصيني على أهمية التحلي دائما بالجرأة لتنفيذ الإصلاح الذاتي، وإجراء الحوكمة الذاتية الشاملة والصارمة للحزب دون توقف ومكافحة الفساد بحزم.

وبالنسبة لسامر خير أحمد، الكاتب والخبير الأردني في العلاقات العربية الصينية، قدمت تصريحات شي نظرة ثاقبة لمفاهيم الحوكمة الخاصة بالحزب الشيوعي الصيني بشأن الحزب والبلاد.

وذكر أن "ما قاله يجسد تماما فكره التنموي المتسق والعميق المتمحور حول الشعب".

وأشار إلى أن الصين حققت إنجازات كبيرة في تحسين مستويات معيشة الشعب والقضاء على الفقر المدقع ووضعت نموذجا للدول النامية الأخرى، معربا عن ثقته في أن تنمية الصين لن تفيد الشعب الصيني بشكل أفضل فحسب، بل ستجلب فرصا أكبر للعالم.

وقالت الباحثة اليونانية بيلاجيا كارباثيوتاكي، التي تأثرت بشدة بتأكيد شي على وضع الشعب في المقام الأول، إن "الشعب هو هدف وغاية الحكومة (الصينية)".

وأضافت أن "فلسفة الصين المتمحورة حول الشعب ليست شعارا سطحيا، بل مبدأ في صميم فلسفة الحزب الشيوعي الصيني، ويمكن تأكيد ذلك بسهولة عبر التغييرات الإيجابية التي تم تنفيذها في حياة المواطنين الصينيين"، مشيرة إلى نجاح الصين في تخفيف حدة الفقر كمثال.

وقال إلفيس نغولي نغولي، وهو أستاذ بجامعة ياوندي الثانية في الكاميرون، إن العلاقات الحكومية الدولية القوية وعدم التسامح مطلقا مع الفساد والتشريعات الجيدة والتمكين التصاعدي للشعب والتكنولوجيا الحديثة هي أدوات دفعت التنمية الصينية. وأضاف أنه سيكون من الحكمة أن تتعلم الكاميرون وأفريقيا بشكل عام من نموذج التنمية الصيني.

-- تعاون مربح للجميع من أجل مستقبل مشترك

قال شي يوم الاثنين إن الصين لن تستفيد من الأسواق والموارد العالمية من أجل تنميتها فحسب، بل ستعزز أيضا تنمية العالم بأسره، متطرقا إلى أفكاره حول كيفية نمو الصين والعالم وازدهارهما معا.

ومشيدا بتصريحات الرئيس شي، ذكر الخبير الاقتصادي المصري وليد جاب الله، أن الصين "تهدف إلى التعاون مع الجميع وتسعى إلى إبقاء الاقتصاد بعيدا عن الصراعات السياسية والجيوسياسية".

وفي معرض إشارته إلى أن الصين راكمت خبرة رائدة عالميا في مجال الطاقة المتجددة والتنمية الخضراء في السنوات الأخيرة، أوضح محمد أبو عطية، المدير القطري لفرع شركة الخوانق الثلاثة الصينية في الأردن، أن المزيد من الشركات الصينية، التي تستثمر في مشاريع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وتبنيها في بلدان نامية أخرى وتبادل خبراتها الناجحة في مجال الطاقة المتجددة، سوف تساعد تلك البلدان على النهوض باقتصادها، وزيادة فرص العمل، وتحقيق التنمية الخضراء والمستدامة.

وقال شي إن الصين ستلعب دورا نشطا في إصلاح وتطوير نظام الحوكمة العالمية، وستساهم بنصيبها في بناء اقتصاد عالمي مفتوح، ودفع تطبيق مبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمي، وإضافة المزيد من الاستقرار والإيجابية إلى التنمية السلمية للعالم، وتعزيز بيئة دولية مواتية لتنمية الصين.

بالنسبة لكثير من الشعوب، ضخت هذه الخطوط ثقة قوية في عالم تكتنفه الصراعات الإقليمية المحتدمة والمشاعر المتصاعدة المناوئة للعولمة.

وقال كوستانتينوس بيرهوتسفا كوستانتينوس، أستاذ السياسة العامة في جامعة أديس أبابا، إنه "سواء كان ذلك في قطاع الحوكمة أو القطاع الاجتماعي-الاقتصادي أو القطاع الأمني، فإن موقف القيادة الصينية ورؤيتها نحو الرخاء المشترك وتنمية السلام والأمن العالميين تحظيان بتقدير وتقييم كبيرين من قبل المجتمع الدولي".

وأشار زامير أحمد أوان، الرئيس المؤسس لتحالف أبحاث طريق الحرير العالمي الذي يتخذ من إسلام أباد مقرا له، إلى أن التزام شي الحازم بالتعددية وبناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية "مهم جدا للمجتمع الدولي"، مشيدا بمساهمة الصين الإيجابية في جميع القضايا المهمة المرتبطة بشكل وثيق بالبشرية تحت قيادة شي.

وذكر خوسيه ريكاردو دوس سانتوس لوز جونيور، الرئيس التنفيذي لمجموعة قادة الشركات في الصين، أن "التضامن والتعاون وبناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية هي الطرق الصحيحة للتنمية".

بيان الخصوصية وسياسة ملفات تعريف الارتباط

من خلال الاستمرار في تصفح موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط ، وسياسة الخصوصية المنقحة .يمكنك تغيير إعدادات ملفات تعريف الارتباط من خلال متصفحك .
أوافق