من المقرر أن يقوم الرئيس الصيني شي جين بينغ بزيارة دولة إلى روسيا في الفترة من 20 إلى 22 مارس بدعوة من نظيره الروسي فلاديمير بوتين.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ ون بين يوم الجمعة في مؤتمر صحفي يومي إن زيارة شي لروسيا ستكون رحلة صداقة وتعاون وسلام.
كما أكد مجددا على موقف الصين بشأن الأزمة الأوكرانية الجارية، قائلا إن "الصين ستواصل التمسك بموقفها الموضوعي والعادل بشأن الأزمة الأوكرانية ولعب دور بناء في تعزيز محادثات السلام".
والأمر المثير للدهشة، وليس مفاجئا، أن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي رد بالقول إن واشنطن تعارض دعوة محتملة من جانب الصين لوقف إطلاق النار في أوكرانيا لأنها ستسمح لروسيا "بإعادة شن الهجمات".
وبغض النظر عما ستفعله الولايات المتحدة للدفاع عن موقفها، يستطيع المجتمع الدولي أن يرى بسهولة الآن أن واشنطن لا تريد أن ترى نهاية للصراع الذي فعلت الكثير لتعزيزه وتصعيده طوال الوقت.
علاوة على ذلك، فإنه من الواضح أن الولايات المتحدة غير راغبة في رؤية حل سياسي للأزمة، كما أنها لا تريد أن ترى أن الجانبين يمكن أن يتوصلا إلى تسوية لإحلال السلام.
وعلى الرغم من أن واشنطن تحاول دائما تصوير نفسها على أنها متعاطفة مع الضعفاء، إلا أن هذا ليس ما هي عليه بالتأكيد. والحقيقة هي أن الولايات المتحدة، جنبا إلى جنب مع حلفائها، تعمل على إرسال دفعات من المساعدات العسكرية لأوكرانيا، وتفضل أن يستمر الأوكرانيون الذين مزقهم الصراع في المعاناة من الأزمة الدموية إلى أن تُسفك آخر قطرة من دمائهم على أن تضع حدا للصراع.
قد يبدو أنها تعمل بدم بارد بل وحتى متناقضة مع نفسها. ولكن إذا ما ألقينا نظرة أعمق على السبب وراء ذلك، فقد نجد أن الولايات المتحدة تتعامل في واقع الأمر مع الأزمة كمشروع تجاري يمكنها أن تحقق منه ثروة طائلة.
ولكي نكون أكثر تحديدا، يمكن لواشنطن، من خلال إطالة أمد الصراع، إضعاف روسيا وإجبار أوروبا على الاعتماد بشكل أكبر على الولايات المتحدة في المسائل الأمنية حتى تتمكن من تعزيز هيمنتها. وبالإضافة إلى ذلك، يمكنها أيضا أن تجني أرباحا هائلة من الأزمة. والواقع أن الأنباء الأخيرة التي تشير إلى أن الولايات المتحدة مسؤولة عن انفجارات خطوط أنابيب نورد ستريم يمكنها أن تقول الكثير.
وتوضح أحدث البيانات الواردة من شركة أبحاث السوق ((كبلر)) أنه في سياق الأزمة المتصاعدة في أوكرانيا، تم تقييد قنوات نقل الغاز الطبيعي لخطوط الأنابيب بين روسيا وأوروبا، وارتفع الطلب على الغاز الطبيعي المسال في الاتحاد الأوروبي.
وعلى وجه التحديد، زادت واردات الاتحاد الأوروبي من الغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة بمقدار 23.59 مليون طن مقارنة بعام 2021، بزيادة على أساس سنوي نسبتها 154 في المائة.
لقد عانى العالم معاناة فظيعة بسبب ولايات متحدة أنانية همها هو خدمة مصالحها الذاتية. وبسبب الصراع، خسر الأوكرانيون خسائر كبيرة؛ وانجر الأوروبيون إلى مستنقع عميق، وأصبح العالم مرغما على الانفصال على طول حالة من الانقسام الإيديولوجي. وعلاوة على ذلك، ما زالت أزمتا الغذاء والطاقة والأزمة المالية التي فجرها الصراع تتسبب في أضرار جسيمة.
والآن بات من الواضح على نحو متزايد أن واشنطن، في سعيها إلى تحقيق مصالحها الذاتية، لا تتورع عن فعل أي شيء، مثل تعطيل جهود السلام ومعارضة وقف إطلاق النار. ولكي تصبح الولايات المتحدة دولة كبيرة مسؤولة، ينبغي عليها أن تتوقف عن تكون مدمرة للسلام ومسببة للأزمات، وتتحول إلى الجانب الصحيح من التاريخ، وتساعد في وضع حد لهذه الكارثة.