تعليق: مخلب إمبراطورية القرصنة

"نحن نكذب ونخدع ونسرق..."، هذه الكلمة لرجل سياسة أمريكي حول وكالة المخابرات المركزية معروفة لدى الكثيرين في أنحاء العالم. وربما يمكننا استكمال الكلمة وأن نضيف إليها: "ونتنصت ونهاجم ونحرض"، نظرا لما قامت به الوكالة الأمريكية في عصر الإنترنت.

أصدر المركز الوطني الصيني للاستجابة لطوارئ فيروسات الكمبيوتر وشركة 360 لأمن الإنترنت مؤخرا تقريرا مشتركا، كشفا فيه عددا كبيرا مما قامت به وكالة المخابرات المركزية على مدى سنوات طويلة من أنشطة التجسس والهجمات السيبرانية وجمع المعلومات الاستخباراتية عن الحكومات والشركات الأجنبية والمواطنين الأجانب، وتنظيم وتنفيذ عمليات "التحول السلمي" و"الثورات الملونة" ضد الحكومات الأخرى.

ومن خلال هذا التقرير، يرى الناس بوضوح أكثر أن الولايات المتحدة الأمريكية تستحق تسمية "إمبراطورية القرصنة" بكل جدارة، وأن وكالة المخابرات المركزية، باعتبارها "مخلبا حادا" لهذه الإمبراطورية، تشكل تهديدا مستمرا ودائما على الأمن والتنمية في العالم.

تأسست وكالة المخابرات المركزية في عام 1947، مع وظيفة مفترضة تتمثل في جمع ومعالجة وتحليل المعلومات الاستخباراتية وتقديمها إلى كبار القادة الأمريكيين كأساس ومرجع لصنع القرار.

ومع ذلك، خلال الحرب الباردة، مدفوعة بالطموحات الاستراتيجية والموارد الهائلة للحكومة الأمريكية، تطورت الوظيفة "التشغيلية" لوكالة المخابرات المركزية بسرعة، حيث ارتكبت فضائح عديدة مثل "غزو خليج الخنازير" وقضية "إيران كونترا".

وبعد نهاية الحرب الباردة، ومن أجل تعزيز هيمنتها أحادية القطب، وضعت الولايات المتحدة أنظارها على الإنترنت. وأشار تقرير داخلي أصدرته وزارة الدفاع الأمريكية عام 1995 بعنوان "الإنترنت: المراجعة الاستراتيجية"، إلى أنه يمكن استخدام الإنترنت لأغراض هجومية. بعد دخول القرن ال21، ومع الجهود المتواصلة للإدارات الأمريكية المتعاقبة، شكلت الولايات المتحدة استراتيجية وطنية للفضاء السيبراني ذات طابع هجومي واضح. وبالتوافق مع ذلك، تحولت وكالة المخابرات المركزية إلى مخترق إلكتروني، وطورت عددا هائلا من أسلحة الهجوم السيبراني. العديد من البلدان، بما في ذلك الصين، كانت وما زالت ضحايا لأنشطة التجسس والهجوم السيبراني من قبل الولايات المتحدة.

بيان الخصوصية وسياسة ملفات تعريف الارتباط

من خلال الاستمرار في تصفح موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط ، وسياسة الخصوصية المنقحة .يمكنك تغيير إعدادات ملفات تعريف الارتباط من خلال متصفحك .
أوافق