أظهرت بيانات صادرة عن الإدارة العامة للجمارك الصينية يوم الثلاثاء (9 مايو)، أن صادرات السلع الصينية في شهر أبريل الماضي بلغت 2.02 تريليون يوان، مسجلة زيادة قدرها 16.8٪ على أساس سنوي. وحسب القيمة الدولارية لها، فوصل معدل نمو الصادرات إلى 8.5٪ على نحو سنوي. وقالت وكالة أسوشيتد برس إنه على الرغم من ضعف الطلب العالمي، أظهرت الصادرات الصينية زخما قويا "غير متوقع".
كما أظهرت البيانات الرسمية أن إجمالي واردات وصادرات السلع الصينية توسع بنسبة 5.8 بالمائة على أساس سنوي إلى 13.32 تريليون يوان في الأشهر الأربعة الأولى من عام 2023، مضيفة أن الصادرات نمت بنسبة 10.6 في المائة على أساس سنوي، بينما ارتفعت الواردات بنسبة 0.02 في المائة في الأشهر الأربعة الأولى.
يمكن تفسير هذا التوجه للاقتصاد الصيني من خلال الدورة الـ133 لمعرض الاستيراد والتصدير الصيني التي اختتمت قبل أيام في قوانغتشو جنوب البلاد، أين تمكن الناس لمس درجة الحرارة العالية للتجارة الخارجية الصينية، التي سجلت رقما قياسيا جديدا في إجمالي مساحة المعرض وكذا في عدد العارضين غير المتصلين بالإنترنت والعدد التراكمي لزوار المعرض.
والسؤال المطروح في هذا الصدد: لماذا تشهد التجارة الخارجية الصينية زخما قويا "بشكل غير متوقع"؟ هذا يعود أولا إلى الجهود التي تبذلها الحكومة الصينية بشكل مستمر لتعزيز الانفتاح رفيع المستوى والإجراءات التي تتخذها لتحقيق الاستقرار في التجارة الخارجية. فمنذ بداية هذا العام، أطلقت الحكومات المحلية على المستويات المختلفة سلسلة من التدابير لتعزيز تنمية التجارة الخارجية. وفي نهاية أبريل الماضي، أطلقت الحكومة المركزية مجموعة من السياسات والتدابير، بما في ذلك دعم مؤسسات التجارة الخارجية لتوسيع قنوات البيع من خلال التجارة الإلكترونية عبر الحدود وغيرها من الأشكال والنماذج الجديدة، وبفضل هذه السياسات المستهدفة والإجراءات البرجماتية، نجحت مؤسسات التجارة الخارجية في فتح مساحة تطوير جديدة.
وسبب آخر للتحسن المطرد في التجارة الخارجية للصين هو أخذ شركاتها زمام المبادرة لكسب عملاء جدد اعتمادا على الابتكار. على سبيل المثال، ركزت العديد من شركات التصدير الصينية على البحث والتطوير والتصميم مستهدفة الأسواق المتمايزة، ما يشكل مزايا فريدة لمنتجاتها. وفي الوقت الحاضر، تشكل المركبات الكهربائية وبطاريات الليثيوم والخلايا الشمسية "المنتجات الرئيسية الثلاثة الجديدة" لصادرات الصين، وكلها لا تنفصل عن الابتكار المستمر للمؤسسات ذات الصلة. بالإضافة إلى ذلك، تستكشف بعض الشركات بنشاط سوق جنوب شرق آسيا والأسواق الناشئة الأخرى في ظل حالة انخفاض الطلبات في أوروبا والولايات المتحدة، ما أسهم في تعزيز مرونة التجارة الخارجية الصينية للمضي قدما بثبات.
ومع إطلاق سلسلة من المعارض المحلية، والسفر الأكثر ملائمة، والتعميق المستمر للابتكار التجاري، فبلا شك أن التجارة الخارجية الصينية سوف تشهد المزيد من الزخم وستطلق إشارة أقوى للعالم لتسارع الانتعاش الاقتصادي للصين.