تعليق: لماذا هذا الترحيب بالمبادرة الصينية في أمريكا اللاتينية؟

حدث نقص في معروض الورود من الإكوادور في سوق قوانغتشو، "مدينة الزهور" جنوبي الصين... فتحت كوبا ودول أخرى أجنحة على منصات التجارة الإلكترونية الصينية... تزداد حصة لحوم البقر من أمريكا اللاتينية في السوق الصينية ... لماذا هذه السخونة في التعاون بين الصين وأميركا اللاتينية؟

لعل الإجابة يمكن أن نجدها في تصريح الرئيس الكولومبي السابق إرنستو سامبر خلال مقابلة أجريت معه مؤخرا: "نحن على هذا الطرف من المحيط الهادئ، ونأمل أن توجد هناك مبادرة إنمائية مشتركة تعبر المحيط الهادئ".

هذه المبادرة للتنمية المشتركة هي بالضبط المبادرة الصينية "الحزام والطريق".

وفي أمريكا اللاتينية، يتزايد الحماس لبناء "الحزام والطريق" بشكل مشترك مع الصين. وآخر التطورات التي تدل على هذا الحماس هو زيارة وزير الاقتصاد الأرجنتيني سيرجيو ماسا إلى الصين قبل بضعة أيام وتوقيع الدولتين على خطة تعاون لتعزيز البناء المشترك لـ"الحزام والطريق". ويعد هذا إنجازا آخر حققه التعاون الصيني الأرجنتيني بعد انضمام الأرجنتين إلى مبادرة "الحزام والطريق" في فبراير من العام الماضي، مما يعني أن الجانبين يعززان التعاون الثنائي في مختلف المجالات من خلال إجراءات عملية وواقعية.

وفي الآونة الأخيرة أيضا، اختتمت في ماكاو النسخة التاسعة لمنتدى التعاون بين الصين وأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي في مجال البنية التحتية. وذكرت وكالة أنباء أمريكا اللاتينية أن مبادرة الحزام والطريق تربط الصين ببقية العالم وأمريكا اللاتينية من خلال شبكة ضخمة من البنية التحتية.

ووفقا لأحدث الإحصاءات، توسعت دائرة أصدقاء الصين وأمريكا اللاتينية لبناء "الحزام والطريق" بشكل مشترك لتشمل 21 دولة. لماذا تزداد شعبية هذه المبادرة في أمريكا اللاتينية؟ لأن التعاون الواسع والعميق في إطار المبادرة يعود حقا بفوائد على شعوب أمريكا اللاتينية.

والصين تحافظ على مكانتها كثاني أكبر شريك تجاري لأمريكا اللاتينية لمدة 10 سنوات متتالية. في عام 2022، بلغ إجمالي حجم التجارة بين الصين وأمريكا اللاتينية 485.79 مليار دولار أمريكي، مسجلا رقما قياسيا جديدا. بالإضافة إلى ذلك، نظرا لأن العديد من مشاريع التعاون في إطار "الحزام والطريق" تقع في مناطق نائية من دول أمريكا اللاتينية، فإن تنفيذها أسهم بدور كبير في دفع عجلة التنمية المحلية والتوظيف وتحسين معيشة الناس.

وخلال محاولات بلدان أميركا اللاتينية لاستكشاف مسارات التنمية الخاصة بها، أدركت مع مرور الوقت أن استنساخ النماذج االغربية لم يحقق نتائج مرجوة. أما مبادرة الحزام والطريق الصينية التي تلتزم بالتشاور والبناء المشترك ومشاركة المنافع، فقدمت لها حلا جيدا لمشاكل التنمية.

بيان الخصوصية وسياسة ملفات تعريف الارتباط

من خلال الاستمرار في تصفح موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط ، وسياسة الخصوصية المنقحة .يمكنك تغيير إعدادات ملفات تعريف الارتباط من خلال متصفحك .
أوافق