تقرير إخباري: خبراء صينيون وأفارقة يدعون إلى التعاون ضد التصحر

"بمفردنا يمكننا العمل بسرعة، ولكن معا يمكننا تحقيق المزيد"، قال مارسيلين سانو، الذي يعمل على المبادرة الأفريقية "السور الأخضر العظيم"، مشددا على أهمية التعاون الدولي في مكافحة التصحر.

وأدلى سانو، رئيس التخطيط والمراقبة والتقييم وإدارة المعلومات في وكالة عموم أفريقيا المسؤولة عن مبادرة "السور الأخضر العظيم"، بهذه التصريحات في منتدى صحراء تاكليماكان الثالث المنعقد في الفترة ما بين يومي السبت والإثنين في كورلا بمنطقة شينجيانغ الويغورية ذاتية الحكم شمال غربي الصين.

وفي المنتدى، تجمع أكثر من 180 باحثا من 14 دولة ومنطقة للتواصل حول كيفية منع تدهور الأراضي والتصحر بشكل فعال، ولاسيما في الصحراء الكبرى وصحراء تاكليماكان - كلاهما من بين أكبر الصحراء في العالم.

إن مبادرة "السور الأخضر العظيم"، التي أطلقها الاتحاد الأفريقي في 2007، بهدف أسمى يتمثل في زراعة جدار من الأشجار في جميع أنحاء أفريقيا على الحافة الجنوبية للصحراء الكبرى، ليست سوى مبادرة تقودها أفريقيا لاستعادة المناظر الطبيعية المتدهورة بها.

وفي هذا السياق، قال سانو إن منطقة الساحل، وهي حزام يقع على الحدود الجنوبية للصحراء الكبرى، عانت من التصحر لفترة طويلة، مؤكدا على أن أحد الأهداف الرئيسية لمبادرة "السور الأخضر العظيم"، هو منع التصحر من خلال التعاون متعدد الأطراف.

وبدوره، يعتقد ديوب سليماني، رئيس نظام المعلومات الجغرافية وقاعدة البيانات في أمانة وكالة عموم أفريقيا المسؤولة عن مبادرة "السور الأخضر العظيم"، أن الصين بذلت جهودا هائلة لمكافحة التصحر، لافتا إلى أنه من الممكن أن نستمد الإلهام من أفريقيا لتحقيق التنمية المستدامة والتعامل بشكل أفضل مع القضايا المتعلقة بتغير المناخ.

وفي الوقت نفسه، صرحت جيا شياو شيا، مسؤولة البرامج في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، بأن الاتفاقية تعمل جاهدة على دعم الأطراف المتضررة من خلال اتخاذ القرار القائم على العلم.

وأردفت "نحن بحاجة إلى بذل جهود مشتركة لتسهيل الفهم العلمي، وتبادل المعرفة والتكنولوجيا، وزيادة القدرة على العمل".

وجدير بالذكر أن صحراء تاكليماكان، أكبر صحراء الصين، كانت في طليعة أبحاث السيطرة على الرمال والتصحر من قبل العلماء الصينيين لأكثر من 60 عاما. وقد نُفذت هناك ممارسات، تشمل زراعة غابات المأوى الصحراوية وبناء حواجز للتحكم في الرمال بنجاح.

ومن المتوقع أن يقوم تشانغ يوان مينغ، مدير معهد الإيكولوجيا والجغرافية بشينجيانغ التابع للأكاديمية الصينية للعلوم بـ "تطوير تقنيات لمكافحة التصحر تتناسب مع أفريقيا"، ما يعزز التعاون في مجال التنمية الخضراء بين الصين وأفريقيا على أساس البحث التعاوني.

وذكر سانو أنه نظرا لخبرة الصين التي لا مثيل لها في السيطرة على الرمال ومكافحة التصحر، وقعت وكالة عموم أفريقيا المسؤولة عن مبادرة "السور الأخضر العظيم" مذكرة تفاهم مع معهد الإيكولوجيا والجغرافية بشينجيانغ في 2017، بهدف تعزيز التعاون في مجال السيطرة على الرمال.

ومن خلال هذا التعاون، يمكن للصين وأفريقيا تقاسم الخبرات ودعم بعضهما البعض في التعاون الأخضر، بحسب سانو.

ومن جهته، قال يانغ ون بين، الأمين العام للجمعية الوطنية الصينية للسيطرة على الرمال وصناعة الصحراء إنه في المستقبل، يمكن للصين وأفريقيا تعزيز التعاون في السيطرة على الرمال لإنشاء الطرق السريعة والسكك الحديدية، وتجديد المياه الجوفية والصناعات البيئية عالية القيمة.

وأضاف "بخلاف الدول الأفريقية في منطقة الساحل، يسعدنا أيضا الانخراط في التعاون الأخضر بالمنطقتين العربية وآسيا الوسطى".

وفي نفس الوقت، قال إندرياس غيتا، وزير الدولة الأثيوبي للري والأراضي المنخفضة، لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن دعم الصين لمبادرة "السور الأخضر العظيم" يساهم في توافر مساحة كبيرة من الأراضي صالحة للسكن مرة أخرى، مستطردا " لقد تم إصلاح ملايين الهكتارات من الأراضي بفضل دعم الحكومة الصينية". 

بيان الخصوصية وسياسة ملفات تعريف الارتباط

من خلال الاستمرار في تصفح موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط ، وسياسة الخصوصية المنقحة .يمكنك تغيير إعدادات ملفات تعريف الارتباط من خلال متصفحك .
أوافق