تعليق: لماذا يحظى ميسي بشعبية كبيرة في الصين؟


"ميسي جاء هنا!" خلال هذه الأيام، لا تزال أخبار متعلقة بقدوم "ملك كرة القدم" الأرجنتيني ليونيل ميسي إلى الصين تغمر وسائل التواصل الاجتماعي المحلية. ومن المطار إلى الفندق وحتى ملعب التدريب، رحب المشجعون الصينيون بحرارة بميسي وزملائه. وتم بيع تذاكر مباراة كرة القدم بين الأرجنتين وأستراليا في 15 يونيو الجاري من قبل المشجعين مباشرة فور الجولة الأولى من المبيعات.
جدير بالذكر أن هذه الزيارة إلى الصين هي المرة الأولى التي يلعب فيها فريق كرة القدم الأرجنتيني للرجال في الخارج بعد فوزه بكأس العالم 2022 بقطر، وهي أيضا الرحلة السابعة لميسي إلى الصين. وقال مراسل أرجنتيني إنه فوجئ بالحماس الذي أظهره المشجعون الصينيون. في الواقع، هذا ليس أمرا مفاجئا، نظرا لأن الصينيين يحبون كرة القدم، والفريق الأرجنتيني لديه عدد كبير من المشجعين في الصين. إنهم معجبون ببراعة ميسي وروحه المتمثلة في عدم الاستسلام أبدا.
إذا نظرنا بشكل أعمق، فنرى أن الصين والأرجنتين تتمتعان بالصداقة العميقة ولدى شعبي البلدين روابط وثيقة. قبل إقامة العلاقات الدبلوماسية في عام 1972، كانت هناك تبادلات ثقافية وشعبية عفوية بين البلدين. وبعد تأسيس العلاقات الدبلوماسية بينهما، فإن الصين والأرجنتين بوصفهما الدولتين الناميتين الرئيسيتين في العالم دأبتا على دعم بعضهما البعض في حماية السيادة الوطنية والسلامة الإقليمية، ولديهما تطلعات مشتركة في تعزيز التنمية الاقتصادية وتحسين مستويات معيشة الشعبين.
وفي العقد الماضي على وجه الخصوص، بذلت الصين والأرجنتين جهودا مشتركة لتعزيز التعاون في إطار مبادرة "الحزام والطريق"، وعملتا معا على مكافحة وباء كوفيد-19، حيث حققتا تطورا كبيرا في المضي قدما بالعلاقات الثنائية من "أصدقاء بعيدين" إلى شراكة إستراتيجية شاملة. وبفضل ذلك تظهر اليوم لحوم البقر والروبيان والنبيذ والعسل والعنب البري وغيرها من المنتجات الأرجنتينية على الطاولة الصينية، وفي الوقت نفسه، يستفيد السكان الأرجنتينيون من مشروع الطاقة الكهرومائية الذي بنته شركة صينية...
تكون التبادلات الشعبية بمثابة جسر بين شعبي البلدين. وخذ كرة القدم كمثال، قام أسطورة كرة القدم الراحل دييغو مارادونا بزيارة الصين عدة مرات في التسعينات من القرن الماضي، حيث قاد فريق بوكا جونيورز الأرجنتيني للمشاركة في مباراتين في مدينتي بكين وتشنغدو، ما أظهر سحر كرة القدم للجماهير الصينية. وتعد زيارات ميسي السبع إلى الصين هي استمرار وتعزيز التبادلات الودية بين الصين والأرجنتين في هذا المجال.
كنجم عالمي، لم يجلب مجيء ميسي إلى الصين هذا العام الفرح للمشجعين الصينيين فحسب، بل أسهم أيضا في تعزيز التبادلات والتعاون بين الصين والأرجنتين في النواحي الثقافية والرياضية، وتعزيز التفاهم والمشاعر بين الشعبين، فبلا شك أن الزيارة تتحلى بأهمية استثنائية.
سيشاهد المشجعون الصينيون قريبا في بكين مباراة كرة قدم رائعة، ويستمتعون بسحر اللعبة وبطل كأس العالم. وسوف يكون لدى شعبي الصين والأرجنتين أيضا فهم أعمق لما يعنيه "على الرغم من بعدنا، ما زلنا نعرف بعضنا بعضا مثل الجار بالجنب ".

بيان الخصوصية وسياسة ملفات تعريف الارتباط

من خلال الاستمرار في تصفح موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط ، وسياسة الخصوصية المنقحة .يمكنك تغيير إعدادات ملفات تعريف الارتباط من خلال متصفحك .
أوافق