تعليق: من أجل التعاون والكسب المشترك مع الصين يجب على الجانب الامريكي الانتباه لثلاثة نقاط

اختتمت وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين، يوم الأحد (9 يوليو)، زيارتها للصين والتي استمرت لـ4 أيام. وخلال المباحثات التي جرت بينها وبين المسؤولين البارزين في الحكومة الصينية، أكدت يلين أن بلادها لا تسعى لـ"فك الارتباط" مع الصين، بل تعمل على تحقيق المنافع المتبادلة والكسب المشترك للجانبين. وفي الوقت نفسه، نوه الجانب الصيني بأن توسيع مفهوم الأمن القومي بشكل مفرط لا يعد جيدا للتبادلات الاقتصادية والتجارية العادية بين البلدين.

 تأتي زيارة يلين للصين لتنفيذ التفاهم الذي توصل إليه رئيسا الدولتين في بالي وتعزيز التواصل والتبادلات بين الجانبين في المجال المالي. وجاءت الزيارة في الوقت الذي تقع فيه العلاقات الصينية الأمريكية في أدنى مستوياتها منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية، فإن هذه التصريحات من كلا الجانبين تعد الإسهام في تخفيف حدة العلاقات الثنائية الراهنة والتماشي أيضا مع توقعات المجتمع الدولي.

إلا أن بعض المحللين أشاروا إلى أنه لا تزال هناك خلافات بين الصين والولايات المتحدة في تحسين التعاون الاقتصادي والتجاري، وعلى وجه الخصوص، لا يزال هناك عدة مجالات على الطرف الأمريكي إجراء التغييرات فيها.

أولا، ارتكبت الولايات المتحدة خطأ في تعريف علاقاتها مع الصين، حيث اعتبرت الصين "المنافس الاستراتيجي الأهم عالميا"لها.  فيتعين عليها أن تفهم بوضوح جوهر التعاون الاقتصادي والتجاري بين الجانبين، حتى تتمكن من الهدوء والتفكير فيما يمكن أن يكون مفيدا حقا للبلاد والشعب الأمريكي.

ثانيا، ينبغي على الولايات المتحدة أيضا تجنب الخلط بين الخلافات السياسية القائمة بين الطرفين والتعاون الاقتصادي الثنائي أثناء تعاملاتها مع الصين، لأن البيئة السياسية في والولايات المتحدة تشهد تفاقما مستمرا، حيث يبدو كثير من الساسة "مدمنين" على توسيع مفهوم الأمن القومي بشكل مفرط وتسييس القضايا الاقتصادية والتجارية من منطلق ما يسمى بـ "الصواب السياسي" ضد الصين. لذا، أكد المسؤولون رفيعو المستوى الصينيون خلال لقائهم مع يلين مرارا أن تسييس التعاون الاقتصادي والإفراط في توسيع مفهوم الأمن القومي لا يعد جيدا للتنمية الاقتصادية للبلدين وكذلك لا جيدا للعالم بأكمله.

ثالثا، لا يمكن فصل التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين والولايات المتحدة عن الخلفية العامة للعلاقات الثنائية. فهناك حكمة تقول إن الأفعال خير من الأقوال. فمن الضروري أن تتخذ الحكومة الأمريكية إجراءات عملية ملموسة بعد عودة يلين من بكين إلى واشنطن لضخ الاستقرار في العلاقات بين البلدين وتعزيزها، بما يظهر "قوس قزح" للتعاون الاقتصادي والتجاري الصيني الأمريكي في وقت مبكر.

بيان الخصوصية وسياسة ملفات تعريف الارتباط

من خلال الاستمرار في تصفح موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط ، وسياسة الخصوصية المنقحة .يمكنك تغيير إعدادات ملفات تعريف الارتباط من خلال متصفحك .
أوافق