تعليق: حسابات خاطئة للناتو في آسيا – الباسيفيك

انطلقت يوم الثلاثاء(11 يوليو) في ليتوانيا أعمال قمة الناتو، التي دعا إليها للسنة الثانية على التوالي قادة اليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا ونيوزيلندا، لتصبح قضية توسع الناتو نحو منطقة آسيا – الباسيفيك موضوعا ساخنا مرة أخرى للنقاش إلى جانب الموضوع الرئيس، الوضع في أوكرانيا.

ووفقا لتقارير وسائل الإعلام اليابانية، فقد تم تأجيل مناقشة خطة الناتو لفتح أول مكتب اتصال في آسيا في اليابان، والتي كان من المقرر مناقشتها في القمة، إلى ما بعد الخريف وذلك بسبب معارضة فرنسا. ومع ذلك، يعتقد المحللون أن نية الناتو لتوسيع مجال نفوذه إلى منطقة آسيا – الباسيفيك لن تتغير تحت قيادة الولايات المتحدة.

ظل حلف الناتو، منذ ولادته في فترة الحرب الباردة، الركيزة الأساسية للولايات المتحدة للحفاظ على هيمنتها، ويعتمد بقاؤه على وجود الأعداء.

وإذا نظرنا إلى التاريخ، يمكننا أن نجد أن التوسع نحو آسيا – الباسيفيك من خلال تصعيد التوترات وصنع الأزمات ليس إلا محاولة الناتو تحت قيادة الولايات المتحدة للبقاء على الحياة.

يدعي حلف الناتو أنه "تحالف القيم". بعد الحرب الباردة، استخدم الناتو القيم الغربية لإعادة تشكيل الأنظمة السياسية والقيمية في البلدان الأخرى بالقوة ، مما أدى إلى تفكك يوغوسلافيا واندلاع الحرب الأهلية في البوسنة والهرسك وقضية كوسوفو في تسعينيات القرن الماضي. وفي الشرق الأوسط، غزت قوات تحالف الناتو، بقيادة الولايات المتحدة، أفغانستان والعراق وهاجمت ليبيا، مما تسبب في كوارث جسيمة للسكان المحليين. وإذا تدخل حلف شمال الأطلسي في منطقة آسيا – الباسيفيك وحاول تغيير الأنظمة السياسية والقيمية لدول المنطقة طبقا للقيم الغربية، فسوف يجلب ذلك الأزمات والاضطرابات.

في الآونة الأخيرة، شهدت اليابان وكوريا الجنوبية مسيرات للاحتجاج على محاولات الناتو لتصعيد التوترات العسكرية والتوسع نحو منطقة آسيا – الباسيفيك. وأصدر رئيس الوزراء الأسترالي السابق بول كيتنغ بيانا انتقد فيه التوجه شرقا "بشكل استفزازي" لحلف الناتو، معتبرا أن الناتو "يصدّر سموم التقاتل إلى آسيا".

بيان الخصوصية وسياسة ملفات تعريف الارتباط

من خلال الاستمرار في تصفح موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط ، وسياسة الخصوصية المنقحة .يمكنك تغيير إعدادات ملفات تعريف الارتباط من خلال متصفحك .
أوافق