تعليق: قمة الناتو والصين

اختتمت قمة الناتو في فيلنيوس بليتوانيا يوم الأربعاء(12 يوليو). وذكر البيان المشترك للقمة، الذي صدر في اليوم السابق، الصين أكثر من عشر مرات وكرر ادعاءه بأن الصين تشكل "تحديا منهجيا" للأمن الأوروبي الأطلسي.

يعد حلف الناتو أكبر تحالف عسكري في العالم، والقوة الدافعة الأساسية لبقائه هي أنه يجب أن يكون له خصوم. كيف تم تحديد الخصوم؟ وفقا لوثائق عديدة صادرة عن حلف الناتو تم تحديثها بعد نهاية الحرب الباردة، فإن كل تحديث للوثيقة يتوافق تقريبا مع التعديل الاستراتيجي للولايات المتحدة، ويعكس المطالب الاستراتيجية للولايات المتحدة. وبعد أن تولت إدارة بايدن السلطة، وضعت الصين عن طريق الخطأ على أنها "المنافس الاستراتيجي الأكثر أهمية" وطرحت بوضوح أن "استراتيجية المحيطين الهندي والهادئ" تتطلب مشاركة الناتو.

واليوم، وتحت ضغط من واشنطن، لم يعد حلف شمال الأطلسي منذ فترة طويلة متحدثا باسم الأمن الأوروبي، بل مدافعا عن المصالح الأمريكية. واتهام الناتو للصين بأنها تشكل "تحديا منهجيا" اتهام غير مبرر ربما لا يوافق عليه العديد من أعضاء الحلف. والحقائق تتحدث عن نفسها: إن الصين لم تبادر قط لإثارة صراع، ولم تحتل أبدا شبرا واحدا من أراضي الدول الأخرى، ولم تشن أبدا حربا بالوكالة. وعلى مدى الثلاثين سنة الماضية، أرسلت الصين أكثر من 50 ألف شخص للمشاركة في عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، ووصفت بأنها "العامل الرئيسي والقوة الرئيسية لعمليات حفظ السلام".

إن حلف الناتو، البارع في خلق "أعداء وهميين"، هو "التحدي المنهجي" الذي ينبغي للعالم أن يكون أكثر يقظة ضده. فبعد أكثر من 30 عاما من نهاية الحرب الباردة، لا يزال الحلف، وهو وليد الحرب الباردة، منخرطا في مواجهة المعسكرات، وأصبح "آلة حرب" تقودها الولايات المتحدة. ورغم ادعائه أنه منظمة دفاعية ويدافع عن النظام الدولي القائم على القواعد، شن حروبا ضد جمهورية يوغوسلافيا الاتحادية وسوريا ودول أخرى ذات سيادة، مما أدى إلى سقوط عدد كبير من المدنيين وتشريد عشرات الملايين.

وفقا لآخر الأخبار، فقد تمت إزالة العقبة الرئيسية أمام انضمام السويد إلى الناتو، مما يعني أن الناتو سيتوسع مرة أخرى. لقد أثبتت الحقائق منذ فترة طويلة أنه أينما وصلت يد الناتو السوداء، تتبعها الفوضى. أشارت راديكا ديساي، أستاذة العلوم السياسية في جامعة مانيتوبا في كندا، في مقابلة أجرتها معها مجموعة الصين للإعلام، إلى أن توسع حلف الناتو المستمر شرقا أدى في نهاية المطاف إلى تقويض أمن أوروبا، والآن يمد الناتو قرون استشعاره إلى منطقة آسيا والمحيط الهادئ، مما ينذر بتهديد أمن المنطقة أيضا.

بيان الخصوصية وسياسة ملفات تعريف الارتباط

من خلال الاستمرار في تصفح موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط ، وسياسة الخصوصية المنقحة .يمكنك تغيير إعدادات ملفات تعريف الارتباط من خلال متصفحك .
أوافق