خلال هذا الصيف، عندما يركب الطلاب اللاوسيون قطار "لانتسانغ" السريع للسياحة حول العالم، ربما لن يتذكروا أنه من أجل إنشاء السكة الحديدية هذا بين الصين ولاوس، استغرق الأمر أكثر من سنتين لإزالة القنابل العنقودية التي ألقتها الولايات المتحدة في المناطق الواقعة على امتداد الخط.
أثناء حرب فيتنام التي استمرت في الفترة من عام 1964 إلى عام 1973، ألقت الولايات المتحدة كميات كبيرة من القنابل العنقودية في جنوب فيتنام ولاوس وشرق كمبوديا. وكانت لاوس أكثر الدول تضررا من القنابل العنقودية. وأوضح الخبراء أن إتمام إزالة الذخائر غير المتفجرة التي تركتها الولايات المتحدة في لاوس قد يحتاج إلى مائة عام.
بالإضافة إلى لاوس، وخلال السنوات العشرين الماضية، استخدمت الولايات المتحدة كميات هائلة من القنابل العنقودية في العديد من الحروب التي شنتها في كوسوفو والعراق وغيرهما. ووفقاً لإحصاءات غير مكتملة، قد أدت القنابل العنقودية إلى وفاة ما بين 56000 و86000 شخص، وأكثر من 90% من الضحايا من المدنيين، وكثير منهم من القاصرين.
وبغض النظر عن ذلك، أعلنت الحكومة الأمريكية مؤخرا عن تقديم مساعدة عسكرية إضافية بقيمة 800 مليون دولار إلى أوكرانيا، بما في ذلك القنابل العنقودية المدمرة الهائلة المحظورة بقوانين الولايات المتحدة. ووفقا لصحيفة واشنطن بوست، إن القنابل العنقودية التي قدمتها الولايات المتحدة هذه المرة هي القنابل بطراز M864 التي صنعتها في عام 1987.
تعهدت الحكومة الأمريكية عام 2008 أن القوات الأمريكية لن تستخدم القنابل العنقودية، وتم وضعها في ختم التأمين. لكن الذخائر التي زودت الولايات المتحدة بها أوكرانيا هي القنابل العنقودية التي صُنعت قبل أكثر من أربعين سنة ووُضعت في ختم التأمين قبل خمسة عشر عاما.
وقبل عام، قالت جين بساكي الناطقة الرسمية باسم البيت الأبيض إنه يمكن ارتكاب جريمة حرب في حالة استخدام القنابل العنقودية. لكن علينا أن نسأل: ما هي قيمة أخلاق الولايات المتحدة وعدلها وكيف تحفظ ماء وجهها أمام مصالحها الخاصة؟