خلال زيارة رئيس وزراء جزر سليمان ماناسيه سوغافاري لقرية هوانغلونغشيان المتميزة بثقافة الشاي بمقاطعة جيانغسو الصينية يوم الخميس (13 يوليو)، عندما سمع أنها نمت من قرية جبلية فقيرة في الماضي إلى قرية جميلة مشهورة في الصين اعتمادا على مواردها الطبيعية وبساتين الشاي، قال بتأثر إنها قدوة يمكن التعلم منها.
إن زيارة رئيس الوزراء سوغافاري هذه هي زيارته الثانية للصين بعد إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين عام 2019. وأثناء زيارته، اتفق البلدان رسميا علي تأسيس شراكة استراتيجية شاملة تتميز بالاحترام المتبادل والتنمية المشتركة في عصر جديد. وقال سوغافاري إن جزر سليمان ستنمي علاقاتها مع الصين بدون تزعزع.
وأشار الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال لقائه مع سوغافاري يوم الاثنين الماضي إلى أن الصين تحترم تماما سيادة واستقلال دول جزر الباسيفيك، وتتمسك بالمساواة بين جميع الدول، كبيرة كانت أم صغيرة. وقال شي إن الصين تحترم تماما إرادة دول جزر الباسيفيك، وتسعى نحو تحقيق مشاورات مكثفة ومساهمة مشتركة ومنافع مشتركة ونتائج مربحة للجميع. وأضاف أن الصين تحترم تماما التقاليد الثقافية لدول جزر الباسيفيك، وتتمسك بالتناغم في التنوع والجمال المشترك للثقافات المتنوعة. وتحترم الصين تماما وحدة دول جزر الباسيفيك واعتمادها على الذات، وتدعمها في تنفيذ استراتيجية 2050 لقارة الباسيفيك الزرقاء، ما يساهم في بناء منطقة باسيفيك زرقاء يسودها السلام والتناغم والأمن والشمول والازدهار. ومن جانبه، قال سوغافاري إن إقامة العلاقات الدبلوماسية مع الصين هو خيار صحيح لجزر سليمان، موضحا أن الصين تهتم بحاجات دول جزر الباسيفيك، وهذا يختلف تماما عن الدول الكبرى الأخرى.
وقبل زيارته للصين بيومين، قال سوغافاري في خطاب ألقاه بمناسبة الذكرى الخامسة والأربعين لاستقلال جزر سليمان عن بريطانيا، قال إنه سيضع تنمية الدولة في المقام الأول. وخلال زيارته للصين، أصبحت قضية التنمية محط اهتمامه.
وأثناء المؤتمر الرفيع المستوى الأول لمنتدى العمل العالمي من أجل التنمية المشتركة الذي عقد ببكين، قال سوغافاري إن القضاء على الفقر يتطلب تعزيز القدرة الاقتصادية من خلال المنشآت الأساسية الممتازة، مشيرا إلى أن الصين هي أكبر شريك تعاون لجزر سليمان في المنشآت الأساسية. إن الملاعب الرياضية الرئيسية التي ساعدت الصين على بنائها من أجل دورة الألعاب الرياضية الباسيفيكية عام 2023 في هونيارا عاصمة جزر سليمان قد أصبحت أبرز المعالم المحلية حاليا.
إن جزر سليمان، بوصفها دولة جزرية استوائية في المحيط الهادئ ويبلغ عدد سكانها نحو 720 ألف نسمة، كانت تُستخدم منذ أمد بعيد من قبل الدول الغربية كمصدر للمواد الخام ومكان للإغراق في منتجاتها، وظلت منشآتها الأساسية عتيقة وبالية وظروف النقل فيها غير مريحة. وعلاوة على ذلك، انتشر فيها عدد لا يُحصى من القنابل غير المنفجرة التي تركتها الولايات المتحدة واليابان في جزر سليمان خلال الحرب العالمية الثانية، مما شكل عائقا أمام تطوير البنية التحتية المحلية. وهكذا، أصبحت جزر سليمان ”ركن النسيان“ في عملية التنمية العالمية. ولكن في السنوات الأخيرة، حدثت تغيرات إيجابية.
وفي سبتمبر عام 2019، أقامت جزر سليمان علاقات دبلوماسية رسمية مع الصين على أساس مبدأ الصين الواحدة، واستفادت على مدى السنوات الأربع الماضية من التطور السريع لعلاقاتها مع الصين. وفي الوقت الحاضر، أصبحت الصين أكبر شريك تجاري لجزر سليمان وأكبر وجهة تصدير لها، حيث تمثل صادراتها إلى الصين ثلثي مجموع صادراتها. بينما يكون التمسك بمبدأ الصين الواحدة توافقا شاملا للآراء في شتى الأوساط في جزر سليمان.
إن العالم أسرة كبيرة ولكل بلد الحق في التنمية. ويصادف هذا العام الذكرى العاشرة لمبادرة ”الحزام والطريق“، كما وضعت جزر سليمان أيضا ”استراتيجية إنمائية 2035“. إن تعزيز المواءمة بينهما سيساعد جزر سليمان على تحقيق التنمية والنهضة وضمان استقرارها على المدى الطويل.