تعليق: لماذا تحتاج الولايات المتحدة إلى حكمة كيسنجر الدبلوماسية؟

التقى الرئيس الصيني شي جين بينغ، يوم الخميس الموافق 20 يوليو، بوزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسنجر في دار ضيافة الدولة "دياويوتاي" في بكين، حيث قال شي إن كيسنجر، البالغ من العمر 100 عاما، "صديق قديم"، وأشاد بمساهماته التاريخية في تعزيز تنمية العلاقات الصينية الأمريكية وتعزيز الصداقة بين شعبي البلدين.

ومن جانبه، قال كيسنجر إن العلاقات بين الولايات المتحدة والصين ضرورية لتحقيق السلام والازدهار في البلدين والعالم بأسره، معربا عن استعداده لبذل جهود متواصلة لتسهيل التفاهم المتبادل بين الشعبين الأمريكي والصيني.

زار كيسنجر الصين لأكثر من 100 مرة ولا يزال نشطا في تعزيز التواصل والحوار بين الصين والولايات المتحدة منذ أكثر من 100 عام. وهاتان "المائتان" تكفيان لكسب احترام العالم. وفي السياسة الأميركية، يمثل كيسنجر قوة براغماتية تدعو إلى الحوار والمشاركة مع الصين والتعامل السليم مع الخلافات. ويمكن لهذه القوة صياغة السياسات العقلانية والبناءة تجاه الصين، انطلاقا من واقع حماية المصالح الأمريكية حقا. ومن خلال تحليل التصريحات التي أدلى بها كيسنجر أثناء لقائه مع القادة والمسؤولين الصينيين على مدى السنوات الخمس الماضية، رأت وسائل الإعلام أن كلماته الرئيسية تتركز على التفاهم والحوار والتواصل وإدارة الخلافات.

وفي ظل ذروة الحرب الباردة، كانت الصين والولايات المتحدة قد نجحتا في كسر الجليد الصلب من العزلة المتبادلة التي استمرت لأكثر من 20 عاما، وتحقيق "المصافحة الصينية الأمريكية عبر المحيط الهادئ" التي أثارت إعجابا كبيرا في العالم. فلماذا كان ذلك ممكنا إذن؟ يرجع ذلك إلى أن كلا من القادة الصينيين والأمريكيين أدركوا أن التحول من العدو إلى الصديق ليس مفيدا لبعضهما البعض فحسب، بل للعالم بأسره أيضا.

بعد مرور 52 عاما منذ كسر الجليد للعلاقات الثنائية، وعلى الرغم من تغير الوضع الدولي وتغير ميزان القوى بين الصين والولايات المتحدة، فإن المنطق القائل بأن الصين والولايات المتحدة ستستفيدان من التعاون وتخسران من المواجهة لم يتغير، والمنطق القائل بأن التعاون الصيني الأميركي يفضي إلى السلام والاستقرار العالميين لم يتغير، وكذلك لم تتغير استمرارية سياسة الصين إزاء الولايات المتحدة.

وأكد الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال لقائه مع كيسنجر أن مفتاح التنمية المطردة للعلاقات الصينية الأمريكية يكمن في اتباع المبادئ الثلاثة للاحترام المتبادل والتعايش السلمي والتعاون المربح للجانبين، ما يعد ملخصا مهما للتجارب السابقة للتبادلات الصينية الأمريكية، ومسارا صحيحا للصين والولايات المتحدة للتعايش فيما بينهما في العصر الجديد.

وبدوره، قال كيسنجر إنه في ظل الظروف الحالية، من الضروري الحفاظ على المبادئ التي أرساها بيان شانغهاي، وتقدير الأهمية القصوى التي توليها الصين لمبدأ صين واحدة.

يجب على هؤلاء الساسة الأمريكيين الذين "يلعبون بالنار" باستمرار في مسألة تايوان، أن يصغوا إلى نصائح هذا المعمر.

ويرى المحللون أنه في الآونة الأخيرة، قام وزيرا الخارجية والخزانة والمبعوث الرئاسي الأمريكي الخاص لشؤون المناخ وغيرهم من كبار المسؤولين الأمريكيين بزيارات للصين على التوالي، ما يرمز إلى أن تحسن العلاقات الصينية الأمريكية قد أدى إلى "فترة نافذة" جديدة، مشيرين إلى أنه من أجل تحقيق تحسن العلاقات الثنائية بين البلدين، يجب على الجانب الأمريكي التعلم والاستفادة من حكمة كيسنجر الدبلوماسية.

بيان الخصوصية وسياسة ملفات تعريف الارتباط

من خلال الاستمرار في تصفح موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط ، وسياسة الخصوصية المنقحة .يمكنك تغيير إعدادات ملفات تعريف الارتباط من خلال متصفحك .
أوافق