بنك قطر الوطني يتوقع ركود الاقتصاد الأمريكي العام المقبل

توقع بنك قطر الوطني يوم (السبت) أن يشهد الاقتصاد الأمريكي ركودا خلال العام المقبل .

وقال البنك في تقريره الأسبوعي إنه يرى أن إمكانية حدوث ركود للاقتصاد الأمريكي في عام 2024 غير مستبعدة بناء على تحليله لمؤشرات ضمن ثلاث فئات تشمل الإنتاج والأسر والمقاييس القائمة على السوق لتقييم وضع الاقتصاد الأمريكي بغرض فهم إمكانية وكيفية حدوث التراجع المحتمل.

وأضاف أنه يتوقع استمرار التشدد بأوضاع السوق المالية وأسعار الفائدة، خاصة وأن مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) سيواصل عكس عملية توسيع الميزانية العمومية التي نفذت خلال (كوفيد-19) كإجراء استثنائي ومؤقت.

وأشار إلى أن ارتفاع تكاليف الائتمان وتشديد معايير الإقراض من قبل البنوك سيؤدي إلى تقييد توافر الائتمان للأسر والشركات.

وذكر التقرير أنه قام بتحليل مؤشرات الأسواق المالية والأدلة التي تقدمها فيما يتعلق بالتوقعات الاقتصادية، وركز على منحنى العائد بالولايات المتحدة ومؤشر الأوضاع المالية الذي تم إنشاؤه حديثا من قبل مجلس الاحتياطي الاتحادي وديناميكيات أسواق الأسهم الأمريكية.

وأوضح أن انعكاس الانحدار في منحنى عائد سندات الخزانة الأمريكية يشير إلى أن حدوث تراجع اقتصادي خلال الأشهر الـ 12 المقبلة مرجح بدرجة عالية، وقد أظهر المؤشر علاقة ثابتة مع النشاط الاقتصادي بالولايات المتحدة، ويشير انخفاض قيم الفارق إلى ضعف الاقتصاد.

وأفاد بأن المنحنى استقر في المنطقة السلبية بنهاية العام الماضي، كما تشير القيمة الشهرية البالغة (-1.55) نقطة مئوية في يونيو الماضي إلى أن احتمال حدوث ركود بالأشهر الـ 12 المقبلة يبلغ 67 بالمائة، وفقا لنموذج إحصائي طوره مجلس الاحتياطي الاتحادي.

وبين التقرير أن طبيعة العلاقة بين فارق العائد والنشاط الاقتصادي واضحة ومباشرة، حيث تؤدي السياسات النقدية المشددة إلى ارتفاع أسعار الفائدة قصيرة الأجل، كما يتوقع أن تؤدي إلى تباطؤ بالنشاط الاقتصادي فضلا عن تقليل الطلب على الائتمان.

في المقابل، يؤدي هذا الضعف الاقتصادي إلى تراجع التضخم وتخفيض أسعار الفائدة مستقبلا، ما يقلل من أسعار الفائدة الحالية طويلة الأجل ويخفض فارق العائد، وفق التقرير.

ونبه إلى أن الأوضاع المالية وصلت لأقصى مستويات التشديد منذ سنوات، وهو ما يعني ضمنيا عبئا على النمو مستقبلا، ومن المقدر أن تؤثر هذه الظروف على نمو الناتج المحلي الإجمالي بنحو 0.60 نقطة مئوية العام المقبل.

وخلص إلى أن توقعات المحللين المستقبلية تعبر عن درجة عالية من عدم اليقين والتشاؤم، حيث توقع المحللون، وفقا لمسح أجرته وكالة ((بلومبرغ)) الأمريكية، أن ينخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 8 بالمائة في النصف الثاني من العام الجاري.

كما أن هناك فارقا كبيرا بين أكثر التوقعات تفاؤلا وتشاؤما، ما يظهر تناقضات في التوقعات لم تسجل منذ عقدين ويعكس ارتفاع مستوى عدم اليقين فيما يتعلق بالتوقعات الاقتصادية، وفق التقرير.

بيان الخصوصية وسياسة ملفات تعريف الارتباط

من خلال الاستمرار في تصفح موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط ، وسياسة الخصوصية المنقحة .يمكنك تغيير إعدادات ملفات تعريف الارتباط من خلال متصفحك .
أوافق