تزامنا مع استمرار فعاليات النسخة الصيفية الـ31 من دورة الألعاب الجامعية العالمية التي تقام في الصين، ترحب الباندا العملاقة بالضيوف ليس فقط في حديقة الحيوان، ولكن أيضا من خلال صورها الكرتونية في القطارات والمثلجات المصنوعة على شكل الباندا، إضافة إلى دمى الباندا.
مظهرها الرائع والودود، الذي دائما ما شكل جاذبا كبيرا، يمثل ترحيبا حارا حقيقيا بالعالم، تماما كما يقول المثل الصيني القديم، "إنه لأمر يبعث على البهجة أن نحظى بأصدقاء قادمين من بعيد".
-- شغف الباندا
الباندا العملاقة ليست فقط كنزا وطنيا للصين، بل تحظى أيضا بتقدير كبير لدى الناس في جميع أنحاء العالم.
وقامت السيدة الفرنسية الأولى بريجيت ماكرون ومحبو الباندا في فرنسا مؤخرا بالتواجد في المطار لتوديع يوان منغ، أول باندا عملاقة ولدت في فرنسا، أثناء مغادرته البلاد عائدا إلى الصين.
وقالت السيدة الأولى إن الباندا العملاقة يوان منغ تمثل "الصداقة غير القابلة للكسر على الإطلاق" بين البلدين.
في كوريا الجنوبية، أنجبت الباندا العملاقة آي باو شبلين توأم في متنزه إيفرلاند الترفيهي. وقال القائمان على رعايتهما كانغ تشيول وون وسونغ يونغ كوان إن شبلي الباندا التوأم حديثي الولادة يجلبان فرحة كبيرة لمحبي الباندا في كلا البلدين، وأعربا عن أملهما بأن تقرب عائلة الباندا الرائعة هذه شعبي كوريا الجنوبية والصين من بعضهما وتزيد التفاهم.
على مر السنين، عملت الباندا العملاقة كمبعوث للسلام والصداقة، ومثلت الصين في التبادلات الثقافية مع العالم. وتشهد الباندا على نمو الصداقة بين الصين والدول الأخرى وتعمل كحلقة وصل هامة ضمن جهود الصين لتعزيز العلاقات الودية مع العالم.
لقد أضاف "شغف الباندا" الدائم لمسة إنسانية إلى العلاقات الدولية. في الوقت الحاضر، يسافر المزيد من الباندا العملاقة إلى الخارج، حيث تستقر في دول أجنبية، وتحمل المشاعر الودية للشعب الصيني إلى مناطق مختلفة من العالم، مما يثير صدى عاطفيا يتجاوز الحدود.
-- "السفراء" ذوو الفراء
إذا طُلب من الناس من جميع أنحاء العالم اختيار رمز ثقافي يمثل الصين، فإن غالبية المستجيبين الأجانب سيختارون "الباندا العملاقة" كخيارهم الأول، وفقا لإحدى استطلاعات الرأي.
وتجسد الطبيعة اللطيفة والمسالمة للباندا العملاقة جوهر الثقافة الصينية التقليدية -- الانفتاح والشمولية والاحتواء على عناصر عدة. لقد باتت سفيرا ثقافيا، الأمر الذي مكن العالم من فهم الصين بشكل أفضل.
وتشير الإحصاءات إلى أن الصين أجرت أبحاثا تعاونية حول الباندا العملاقة مع 22 حديقة حيوان في 17 دولة. وحتى 2022، كان هناك ما مجموعه 64 من الباندا العملاقة وأشبالها يعيشون في الخارج، ليكونوا بمثابة "سفراء أصدقاء" من الصين.
وستواصل الباندا العملاقة، مع انفتاح الصين على العالم، حمل مفهوم المساواة والتعلم المتبادل والحوار والشمولية للحضارة الصينية، ما يظهر رغبة الصين في الاندماج بعمق مع العالم وخلق مستقبل أفضل.
-- الانسجام بين الإنسانية والطبيعة
واجهت الباندا العملاقة العزيزة صعوبات بخصوص التكاثر. وبروح حماية الكنوز الوطنية وتكاثر الأنواع، غيرت الصين نهجها في الثمانينيات من القرن الماضي، فقامت بإعارة الباندا العملاقة وتعزيز البحوث التعاونية مع البلدان الأخرى بدلا من إهدائها لهم.
وظهر جهد عالمي، حيث قاد مركز الصين للحفاظ على الباندا العملاقة وأبحاثها التعاون الدولي. وتعاون المركز مع 17 حديقة حيوان في 15 دولة، مع التركيز على حماية الباندا العملاقة والحضارة البيئية.
على مر السنين، تم تسليط الضوء على حماية التنوع البيولوجي والانسجام بين البشرية والطبيعة في تنمية الصين. وأُنشئت حدائق وطنية ومناطق محمية للحفاظ على موائل الباندا العملاقة.
ووسعت حدائق الباندا العملاقة الوطنية منطقة الموائل المحمية، لتنشأ بذلك ممرات بيئية عبر 13 منطقة وتحمي أكثر من 70 في المائة من الباندا العملاقة البرية.
وقد أسفرت هذه الجهود عن نتائج إيجابية، حيث تحسن تصنيف حالة الباندا العملاقة من "أنواع مهددة بالانقراض" إلى "أنواع ضعيفة" في عام 2016، وفقا للاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة.
وتستضيف الصين الآن حوالي 2600 باندا عملاقة، مع قرابة 1900 منها في البرية وحوالي 700 في الأسر. وهذا يظهر مدى التزام الصين بالحماية البيئية والتنوع البيولوجي.
وتبين الجهود المشتركة في الحفاظ على الباندا العملاقة الروابط العميقة للصين مع بقية العالم. وبالمثل، تظهر دورة الألعاب الجامعية العالمية أيضا روح التبادلات الشاملة والتعلم المتبادل.
وتثبت هذه المساعي أن الصين ملتزمة دائما باحتضان العالم بحرارة وطيبة.