تعليق: محاولة صارخة لدفع مواطني تايوان إلى حافة الهاوية

قام  تارو آسو، نائب رئيس الحزب الديمقراطي الليبرالي الياباني ورئيس الوزراء السابق، خلال الزيارة التي قامة بها  مؤخرا لتايوان الصينية،  بتشجيع هذه المنطقة على "الاستعداد للحرب" مع البر الرئيسي، الأمر الذي نتج عنه انتقادات شديدة وواسعة في الجزيرة من قبل الرأي العام المحلي الذي اعتبر أن آسو لم يقم بالاعتذار عن الحكم الاستعماري الياباني لتايوان، بل إنه قام بتشجيع تايوان على تطوير القوات المسلحة والاستعداد للحرب، محاولا دفع مواطني المنطقة إلى حافة الهاوية.

يعرف آسو في مسرح السياسة اليابانية بأنه ممثل لـ "القوى المؤيدة لتايوان"، وكثيرا ما يدلى بتصريحات غير مسؤولة. ففي عام 2021، صرح آسو بأن "الولايات المتحدة واليابان ستدافعان عن تايوان معا". وفي يونيو من هذا العام، ادعى أن "تايوان هي شريان الحياة لليابان". أما خلال زيارته الأخيرة لتايوان، فحرض علنا على "استخدام القوة"، مما يفضح الاتجاه الخطير للنزعة العسكرية اليابانية. ولا عجب أن الكثيرين في الجزيرة قالوا إنهم صدموا لسماع "نظرية استخدام القوة" لآسو، لأن ذلك ذكرهم بالتاريخ المأساوي لتايوان خلال الحكم الاستعماري الياباني المستمر لمدة نصف قرن.

وبصفته نائب رئيس الحزب الديمقراطي الليبرالي الحاكم في اليابان، فإن زيارة آسو إلى تايوان وتصريحاته غير المسؤولة تعكس بشكل غير مباشر بعض توجهات الحكومة اليابانية، وتجسد موقف القوى اليمينية اليابانية لإنكار التاريخ ورفض التوبة.

لقد أخطأوا في تقدير الوضع الدولي الحالي وميزان القوى. فنحن الآن في العقد الثالث من القرن ال21، ولم تعد الصين حكومة أسرة تشينغ عندما تم التوقيع على معاهدة شيمونوسيكي في عام 1895، واليابان ليست في وضع يسمح له بالإدلاء بتصريحات غير مسؤولة بشأن قضية تايوان. إذا كانت عقلية بعض السياسيين اليابانيين لا تزال عالقة منذ أكثر من 100 عام، باصرارهم على التدخل في شؤون الصين الداخلية من موقف المستعمرين، فإنهم يلعبون بالنار!

بيان الخصوصية وسياسة ملفات تعريف الارتباط

من خلال الاستمرار في تصفح موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط ، وسياسة الخصوصية المنقحة .يمكنك تغيير إعدادات ملفات تعريف الارتباط من خلال متصفحك .
أوافق