"توجد في الصين الآن أكثر من 18 ألف شركة ذات صلة بالقهوة، ومن المتوقع أن يحافظ سوق القهوة في الصين على زخم نمو قوي في المستقبل"، حسبما أفاد الموقع الإلكتروني لوكالة سبوتنيك الروسية مؤخرا في تقرير عن الحيوية القوية لسوق القهوة في الصين.

هذه صورة مصغرة للتعافي المستمر للسوق الاستهلاكية في الصين. إذ أظهرت البيانات الاقتصادية الرسمية للصين الصادرة يوم الثلاثاء(15 أغسطس) أن الاقتصاد الوطني استمر في التعافي، ونما استهلاك الخدمات بنسبة 20.3٪ على أساس سنوي في الأشهر السبعة الأولى من هذا العام، بينما ارتفع إجمالي مبيعات التجزئة للسلع الاستهلاكية بنسبة 7.3٪ على أساس سنوي.

يعد الاستهلاك هو المحرك الرئيسي للنمو الاقتصادي. فما هي الفرص التي سيجلبها الانتعاش المستمر للسوق الاستهلاكية في الصين للعالم الذي يعاني حاليا من ضعف الانتعاش الاقتصادي؟

في الماضي، كان نمط الاستهلاك في الصين يهيمن عليه استهلاك السلع الأساسية، ولكنه الآن يتحول تدريجيا إلى الاستهلاك المتساوي للسلع والخدمات، حيث يمثل استهلاك الخدمات 40٪ من بين نصيب الفرد من الإنفاق الاستهلاكي للمواطن الصيني. وقد أدى هذا التحول والارتقاء في هيكل الاستهلاك إلى خلق مساحات جديدة للشركات متعددة الجنسيات. هذا بالإضافة إلى أن الحكومة الصينية  أطلقت قبل أيام قليلة حزمة من 24 إجراء لزيادة تحسين بيئة الاستثمار الأجنبي، وكثير من هذه الإجراءات تتعلق بتوسيع انفتاح قطاع الخدمات.

انتعاش الاستهلاك وازدهاره سيلهمان بطبيعة الحال زخما أكبر للابتكار. ففي مارس من هذا العام، تم افتتاح مركز Xylem للبحث والتطوير في الصين ومركز شنايدر إلكتريك الصين للأتمتة R &D على التوالي. وفي مايو الماضي، تم افتتاح مركز تصميم فولفو كارز شنغهاي. في نهاية شهر يوليو الماضي، كما أنشأت شركة Unilever  مركزا آسيويا للبحث والتطوير في منطقة التجارة الحرة بميناء تيانجين ... إنهم يقدرون فرص الابتكار في الصين والمكافآت الضخمة التي تجلبها.

وعلاوة على كل ذلك، فإن قابلية التنبؤ بالسياسات الاقتصادية للصين هي أيضا شيئ نادر تقدره الشركات متعددة الجنسيات.