تعليق: المحاولة الأمريكية لتشكيل نسخة مصغرة من الناتو في منطقة آسيا والباسيفيك محكوم عليها بالفشل

اختتمت القمة الأمريكية اليابانية الكورية الجنوبية الأولى أمس السبت (19 أغسطس) في كامب ديفيد بإصدار ثلاثة بيانات تضمنت الاستمرار في المزايدة بالشؤون المتعلقة بمضيق تايوان وبحر الصين الجنوبي والترويج لقلقها الأمني وتحريض الأطراف الأخرى على "مواجهة التهديد"، ما يعد تدخلا صارخا في الشؤون الداخلية للصين ومحاولة أمريكية أخرى لتشكيل نسخة مصغرة من الناتو في منطقة آسيا والباسيفيك بغية الدفع الأمريكي لما تسمى "إستراتيجية المحيطين الهندي والهادئ. ويبدو أن القمة حققت نتائج غنية لتعزيز التعاون الثلاثي، إلا أن هناك عدم وجود مسارات وخطط ملموسة ضمن نصوص البيانات، فيمكن القول إن المحاولة الأمريكية لتشكيل دائرة صغيرة في المنطقة لاحتواء الصين محكوم عليها بالفشل.

في الواقع لدى الدول الثلاث-الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية-شواغل ومصالح خاصة في الاعتبار، وهناك تناقضات كثيرة يصعب التوفيق بينها.

وبالنسبة لليابان، تود بناء "حلف شمال الأطلسي الصغير في آسيا والمحيط الهادئ" للتخلص من أغلال "دستور السلام" وتحقيق "طموح القوة العسكرية"، لكن تضطر في الوقت نفسه إلى الحفاظ على روابط اقتصادية وثيقة مع الصين.

ومن وجهة نظر كوريا الجنوبية، تأمل في أن تصبح ما يسمى بـ"المركز العالمي" عبر استغلال التحالف الثلاثي، إلا أن العلاقات بين كوريا الجنوبية واليابان لا تزال "لوحة صغيرة" في العلاقات الثلاثية.

القمة الأمريكية اليابانية الكورية الجنوبية في كامب ديفيد ظاهرها التعاون، ولكنها في الواقع رمت إلى إثارة توترات وأزمات وجلبت الانقسام والمواجهة في منطقة آسيا والباسيفيك، هذا ما يمثل خيانة للمطالب الأساسية للمنطقة الساعية للسلام والتنمية. ومن المحتم أن تواجه الأطراف الثلاثة معارضة قوية من بلدان المنطقة ومقاومة حازمة من الشعوب المحبة للسلام.

بيان الخصوصية وسياسة ملفات تعريف الارتباط

من خلال الاستمرار في تصفح موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط ، وسياسة الخصوصية المنقحة .يمكنك تغيير إعدادات ملفات تعريف الارتباط من خلال متصفحك .
أوافق