الصين تجلب المصالح المشتركة للجنوب العالمي إلى الواجهة

مرت أتلانتس، المكان الذي عرف منذ فترة طويلة باسم "المدينة المنسية" وسط المناطق الخلابة المحيطة بمدينة كيب تاون بجنوب إفريقيا، مرت بتحول مذهل منذ حوالي عقد.

وحفز هذا التحول إنشاء مصنع "هايسنس" في قلب هذه المدينة التي كانت نائمة في يوم من الأيام. وقبل وصول الشركة الصينية المتخصصة في تصنيع الأجهزة والإلكترونيات، كانت اتلانتس راقدة في سبات عميق في ظل كيب تاون دون أن يلاحظ أحد إمكانيتها.

وعلى بعد حوالي 700 كيلومتر شرقا من أتلانتس، تقوم شركة بكين لصناعة السيارات (بايك) الصينية بإنتاج السيارات من خلال خط الإنتاج في مصنعها بجنوب إفريقيا بالقرب من مركز تصدير السيارات في بورت إليزابيث منذ عام 2018.

ولا يفتخر مصنع بايك، وهو مجمع صناعي ضخم، فقط بأحدث تقنيات تصنيع السيارات ولكنه يقوم أيضا بدور مهم في توفير فرص العمل للمحليين.

وهايسنس وبايك من بين شركات صينية عديدة تشارك في التنمية الاقتصادية المحلية في أفريقيا. وقد أكد خبراء ومسؤولون أفارقة في مقابلات مع وكالة أنباء ((شينخوا)) أن الصين، بصفتها عضوا في الجنوب العالمي، اتبعت مسارا تنمويا يتميز بالتعاون المربح للجميع والمنافع المتبادلة، ناهيك عن الدول النامية الأخرى.

وقال ستيفن نديغوا، وهو محاضر في العلاقات الدولية بجامعة الولايات المتحدة الدولية-أفريقيا ومقرها نيروبي، إن "كينيا شهدت--بفضل الصين بالتأكيد-- الكثير من التطور في البنية التحتية في إطار مبادرة الحزام والطريق".

وقال "لقد رأينا تطورا في البنية التحتية بما في ذلك الموانئ والسدود وتمديد الطرق وحتى الطرق السريعة الجديدة والسكك الحديدية، وكلها مشاريع ساهمت بشكل كبير في النمو الاجتماعي والاقتصادي لأفريقيا"، مضيفا أن مشروعا مثل مبادرة الحزام والطريق "ما كان يمكن أن ينجح دون مودة وإخلاص وأمانة".

وأكد الرئيس الصيني شي جين بينغ يوم الثلاثاء مجددا على التزام الصين بدعم المصالح المشتركة للجنوب العالمي في الشؤون العالمية.

وقال شي إن الصين، كدولة نامية وعضو في الجنوب العالمي، تتنفس نفس الهواء الذي تتنفسه الدول النامية الأخرى وتسعى لتحقيق مستقبل مشترك معها، وقد تمسكت بحزم بالمصالح المشتركة للبلدان النامية، وعملت على زيادة تمثيل وصوت الأسواق الناشئة والبلدان النامية في الشؤون العالمية.

وجاءت تصريحات شي في كلمة قرأها وزير التجارة الصيني وانغ ون تاو في منتدى أعمال بريكس 2023.

وقال نائب الأمين العام لمجلس الوزراء الزامبي بالشؤون المالية والتنمية الاقتصادية سيازونغو سياكالينغ "إن الصين تساعد الدول الأفريقية على دفع تقدمها الصناعي، وهذا نهج جدير بالثناء".

وبينما أشار إلى أن غالبية الدول الأفريقية تعاني من عجز كبير في البنية التحتية، قال إن الصين تساعد الدول النامية الأخرى "ليس من أجل تزويدها فقط بفرصة لإنتاج المنتجات محليا، ولكن أيضا الوصول إلى الأسواق الصينية والعالمية".

وقال سياكالينغ، الذي كان حاضرا في المنتدى: "خطاب شي رائع. لقد أعطى الكثير من الأمل للعالم النامي. الصين تعزز التنمية العادلة ليس فقط في جميع أنحاء الجنوب (العالمي) ولكن في جميع أنحاء العالم".

وعلى مدى العقد الماضي، اقترحت الصين منافع عالمية عامة مثل مبادرة الحزام والطريق، ومبادرة التنمية العالمية، ومبادرة الأمن العالمي، ومبادرة الحضارة العالمية.

وفي الوقت الذي تعاون فيه الجنوب العالمي مع الصين لتعزيز السلام العالمي والازدهار المشترك، مال البعض في الغرب إلى التلطيخ واتهام الصين بـ"محاولة تعطيل النظام العالمي".

وقال ثابو سيفوما، وهو يعمل في مؤسسة نيلسون مانديلا: "إن الشمال العالمي تنتابه حالة من الذعر. ويحاول حماية ضروريات البقاء، لكننا نحتاج أيضا إلى تطوير تلك الضروريات بأنفسنا".

وقال بيتر ندورو، وهو صحفي إذاعي في جنوب إفريقيا، "لفترة طويلة من الزمن، لم يُسمع صوتنا (أو) يؤخذ على محمل الجد، ولم يتم أخذ رأينا في وضع قواعد معينة".

وتابع "بمجرد أن تبدأ في تجميع كل دول (الجنوب العالمي) معا، تبدأ في إدراك أن لدينا بالفعل قضايا مشتركة، ومشاكل مشتركة، وآمال مشتركة، وطموحات مشتركة، وهناك أشياء نود أن نراها تتغير في العالم".

وأتم قائلا إن هذا الصوت لن يتم تجاهله عندما تجتمع البلدان في مجموعة مثل الجنوب العالمي.

بيان الخصوصية وسياسة ملفات تعريف الارتباط

من خلال الاستمرار في تصفح موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط ، وسياسة الخصوصية المنقحة .يمكنك تغيير إعدادات ملفات تعريف الارتباط من خلال متصفحك .
أوافق