"الأصدقاء العرب القدامى" في معرض الصين الدولي لتجارة الخدمات

يقام معرض الصين الدولي لتجارة الخدمات 2023 في بكين خلال الفترة من 2 إلى 6 سبتمبر الجاري تحت عنوان "الانفتاح يقود التنمية والتعاون يخلق المستقبل". وتشارك فيه 83 دولة ومنظمة دولية، كما يشهد مشاركة أكثر من 2400 شركة.

وتولي الدول العربية اهتماما كبيرا بالمشاركة في هذا المعرض. ففي مركز الصين الوطني للمؤتمرات، أحد المواقع التي تُقام فيها فعاليات المعرض، تشارك دولة الإمارات العربية المتحدة التي كانت ضيف شرف المعرض في العام الماضي، بجناح مرة أخرى، إلى جانب شركات ومؤسسات حكومية من دول عربية أخرى.

وقد عبَّر العديد من المشاركين عن آرائهم في المعرض، قائلين إنه يتيح نافذة للعارضين لعرض تجارة خدمات رائدة أمام العالم، وسيعطي قوة دفع لجهود تعزيز العولمة الاقتصادية، واستعادة الاقتصاد العالمي لحيويته، ودعم مرونة التنمية الاقتصادية العالمية.

-- "صديق قديم" للصين

في المنطقة المواضيعية السنوية داخل مركز الصين الوطني للمؤتمرات ببكين، شارك فريق الاستثمار الصيني التابع لمجموعة ((عجلان واخوانه)) القابضة في المعرض.

وبدوره صرح قاو تشاو، نائب رئيس مجموعة ((عجلان واخوانه)) القابضة، في مقابلة خاصة أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا))، بأن هذه هي المرة الثانية التي تشارك فيها المجموعة في المعرض. وقد ساعدت تجربة المشاركة في العام الماضي المجموعة على التواصل مع العديد من الشركاء.

وأوضح قاو أنه في الدورة الجارية، سيركز جناح المجموعة على عرض أعمال وإنجازات الشركات التابعة للمجموعة، وسيُطلع الجمهور بشكل شامل على نتائج المشروعات المشتركة التي تقيمها المجموعة مع شركات صينية وتهدف إلى تحقيق المنفعة المتبادلة والكسب المشترك. وقد ذكرت المجموعة في نبذة قدمتها للحضور أنها قامت حتى الآن بتأسيس شراكات إستراتيجية مع 9 شركات صينية وأنشأت معها شركات مشتركة.

وقال قاو إن المجموعة شاركت هذا العام في المعرض برؤية أكثر وضوحا، لأن المجموعة تؤمن بأن معرض الصين الدولي لتجارة الخدمات لا يجمع الشركات الرائدة من مختلف الصناعات في الصين فحسب، وإنما يجذب أيضا متعهدي خدمات وشركات رائدة من جميع أنحاء العالم، وهذا يتيح للمجموعة المزيد من الفرص التجارية.

من جانبه ذكر محمد العجلان، نائب رئيس مجلس إدارة مجموعة ((عجلان وإخوانه))، في رسالته بالفيديو إلى المعرض أن المعرض يعد منذ إنشائه نافذة لعرض إنجازات الانفتاح الصينية رفيعة المستوى، حيث يوفر للشركات من جميع أنحاء العالم منصة دولية للتبادلات والتعاون، كما يوفر زخما قويا لتطوير تجارة الخدمات العالمية.

جدير بالذكر أن مجموعة ((عجلان واخوانه)) القابضة هي واحدة من أكبر الشركات الخاصة السعودية في الصين. وتركز المجموعة على الاستثمار في التكنولوجيا، والخدمات المالية، وتصنيع السلع الاستهلاكية، والرعاية الصحية، والتعليم، والتعدين، والخدمات اللوجستية.

ولدى وصفه المجموعة بأنها بالفعل صديق قديم للصين، لفت قاو إلى أن العلاقة بين المجموعة والصين بدأت فعليا في التسعينيات، وكانت المجموعة واحدة من الدفعة الأولى من الشركات السعودية الخاصة التي دخلت الصين.

وعندما سئُل عن توقعاته لهذا المعرض، قال إنه يتطلع إلى استخدام منصة المعرض الدولية رفيعة المستوى هذه للتفاعل مع المزيد من الشركات الصينية التي تعتزم إقامة أنشطة أعمال في السعودية وأسواق الشرق الأوسط.

وأكد قاو أن التنفيذ المعمق والمنسق لخطة المواءمة بين رؤية المملكة 2030 ومبادرة الحزام والطريق سيعزز تطبيق التكنولوجيا المتقدمة وتجارة الخدمات الصينية في المملكة العربية السعودية ويعود بالفائدة على السكان المحليين.

وفقا للجهة المنظمة للمعرض، اجتذب معرض الصين الدولي لتجارة الخدمات منذ إنشائه أكثر من 600 ألف عارض من 196 دولة ومنطقة للمشاركة فيه، وأصبح منصة مهمة لتوسيع التعاون الدولي في تجارة الخدمات.

-- دفع الابتكار والتعاون

في عام 2022، شاركت دولة الإمارات العربية المتحدة في المعرض كضيف شرف. وحضرت إلى المعرض مجددا هذا العام حيث يقع جناحها في مركز الصين الوطني للمؤتمرات تحت موضوع "دولة الإمارات العربية المتحدة - اقتصاد متنوع" ويسلط الضوء على رؤية الإمارات بشأن الابتكار والتنمية المستدامة. ويتألف وفد الإمارات من ثماني شركات وكيانات اقتصادية تعمل في الصين، وتغطي صناعات مختلفة مثل الطيران والتمويل والسياحة والخدمات اللوجستية والاتصالات.

وكتب حسين بن إبراهيم الحمادي سفير دولة الإمارات العربية المتحدة لدى الصين رسالة خاصة بالمعرض، قال فيها إنه في السنوات الأخيرة، اتسع تأثير معرض الصين الدولي لتجارة الخدمات تدريجيا، وهو ما جذب المزيد من الشركات ذات الشهرة العالمية للمشاركة فيه وكان انعكاسا للنمو الشامل للاقتصاد الصيني وتأثيره في نمط العولمة.

وأشار إلى أن الهدف من المعرض هو تعزيز الابتكار والتعاون. وسلط الضوء على أن الصين والإمارات قطعتا خطوات كبيرة في تنويع اقتصاديهما ومناصرة الحلول الثاقبة للتحديات العالمية. ومن خلال الجهود المشتركة، تتصدر الإمارات والصين المساعي الرائدة في مجالات تمتد من التكنولوجيا الخضراء والتخفيف من آثار تغير المناخ إلى الرقمنة المالية والزراعة المستدامة واستكشاف الفضاء.

-- توطيد أواصر العلاقات

يضم مركز الصين الوطني للمؤتمرات في دورة المعرض الجارية جناحا للأردن يُقام تحت رعاية السفارة الأردنية لدى الصين وتشارك فيه هيئة تنشيط السياحة الأردنية والبنك العربي الأردني.

وقد ذكرت مسؤولة من هيئة تنشيط السياحة الأردنية أن الهيئة شاركت في المعرض العام الماضي وأقامت جناحها في مجمع شوقانغ ببكين. وعبّرت عن الشرف الكبير بإقامة جناح بلادها هذا العام في منطقة مركز الصين الوطني للمؤتمرات، مشيرة إلى أن مساحة الجناح الأردني ازدادت فيما ارتفع عدد العارضين الأردنيين في هذه الدورة.

عند النظر إلى دائرة أصدقاء المعرض على الصعيد العالمي، سنجد أصدقاء عرب آخرين متحمسين للمشاركة فيه شأنهم شأن الأصدقاء العرب القدامى. فقد ذكر حسام الحسيني سفير المملكة الأردنية الهاشمية لدى الصين، في مقابلة خاصة أجرتها معه ((شينخوا))، إن هذه هي المشاركة الأولى له منذ فترة بسبب الانقطاع وبسبب فترة الوباء، لكنه سعيد جدا بأنه تمكن الآن من المشاركة في المعرض.

ووصف الحسيني المعرض بأنه من المعارض المهمة في الصين، معربا عن حرص بلاده دائما على الوجود الأردني في مثل هذه المعارض لتوطيد أواصر العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين.

وأوضح أن الجناح الأردني في هذه الدورة من المعرض يركز على قطاعين رئيسيين في مجال الخدمات بالأردن، وهما القطاعين السياحي والمصرفي، معربا عن ثقته بأن المعرض سيكون مناسبة جيدة للتعريف بالأردن وبالمناطق والنشاطات السياحية فيها، بالإضافة إلى القطاع المصرفي الأردني.

وضرب الحسيني مثالا على تعاون البلدين في القطاع السياحي، بقوله إن الصين من الدول التي اعتمدت الأردن كواحد من مقاصد السياحة الخارجية، كما أن هناك تزايدا واضحا في أعداد السائحين الصينيين إلى المملكة الأردنية الهاشمية.

ووصف السياحة بأنها عصب الاقتصاد الأردني بما يتميز به الأردن من مميزات عديدة في النواحي التاريخية والأثرية والبيئية والعلاجية وغيرها، قائلا "نحن سعيدون دائما بترويج مثل هذه المميزات لجذب أصدقائنا الصينيين إلى الأردن".

وأشار السفير الأردني إلى أن أهمية العلاقات الأردنية الصينية زادت في الفترة الأخيرة بسبب ارتفاع حجم التبادل التجاري والاقتصادي بين البلدين، معربا عن ثقته بأن المعرض سيعزز من فرص زيادة التجارة في الخدمات والتجارة بشكل عام بين الأردن والصين.

ونوه إلى أن الخدمات تأخذ جزءا كبيرا من الاقتصاد العالمي وأيضا من الاقتصاد الوطني الأردني ومن ثم هناك ضرورة إلى العمل على تطويرها بما يتلائم مع المتطلبات الاقتصادية في الأردن وبما يسهم في مواجهة التحديات العالمية.

وأضاف أن هناك حاجة دائمة إلى تعزيز وتطوير القطاعات المختلفة لمواكبة التطورات التكنولوجية المعاصرة والمتقدمة ومن بينها قطاع الخدمات، نظرا لتأثير ذلك على مدى إنتاجيتها ومساهمتها في الاقتصاد الوطني، قائلا "ومن خلال هذه الأهمية، يهتم الأردن بالمشاركة في معرض الصين الدولي لتجارة الخدمات".

بيان الخصوصية وسياسة ملفات تعريف الارتباط

من خلال الاستمرار في تصفح موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط ، وسياسة الخصوصية المنقحة .يمكنك تغيير إعدادات ملفات تعريف الارتباط من خلال متصفحك .
أوافق