أختتمت قمة نيودلهي لمجموعة العشرين في  يوم 10 سبتمبر الجاري ، وبصفته أحد النتائج المهمة  لهذه القمة، اتفقت جميع الأطراف على دعوة الاتحاد الأفريقي ليصبح عضوا رسميا  في مجموعة العشرين. ما  يضع حدا لتاريخ وجود  جنوب أفريقيا باعتبارها دولة وحيدة فقط من أفريقيا في هذه الآلية، كما بات  الاتحاد الأفريقي ثاني منظمة إقليمية بعد الاتحاد الأوروبي تنضم إلى مجموعة العشرين.

ومن منظور البيئة الخارجية، ومع استمرار اندماج الاقتصادات الأفريقية في العالم، زادت مشاركة أفريقيا في الشؤون العالمية بصورة ملحوظة. ويعتقد الرأي العام أن الصين أدت دورا رئيسيا في تعزيز انضمام الاتحاد الأفريقي إلى مجموعة العشرين.

تدعم الصين بقوة انضمام الاتحاد الأفريقي إلى مجموعة العشرين ،لأن الصين وأفريقيا تتمتعان منذ فترة طويلة بثقة سياسية متبادلة قوية و هما  شريكان جيدان على طريق التنمية المشتركة، ومن ناحية أخرى، تعد أفريقيا قطبا مهما للقوة الدولية وقوة مهمة لحماية الإنصاف والعدالة الدوليين. إن انضمام الاتحاد الأفريقي إلى مجموعة العشرين يعد بمثابة انتصار ل "التعددية الحقيقية".

مجموعة العشرين هي المنتدى الرئيسي للتعاون الاقتصادي الدولي. ما الذي سيجلبه الاتحاد الأفريقي، الذي يمثل 55 دولة ويغطي أكثر من 1.4 مليار شخص إلى أفريقيا والعالم بعد انضمامه الى  مجموعة العشرين؟

بعد انضمامها إلى مجموعة العشرين، اكتسبت أفريقيا قناة مهمة للتواصل وتنسيق السياسات المالية الكلية مع أهم اقتصادات العالم. وسيساعد ذلك البلدان الأفريقية على مواجهة التحديات الحالية المتمثلة في ارتفاع مخاطر الديون وتغير المناخ والأمن الغذائي. وعلى المدى الطويل، تتمتع أفريقيا بمزايا هائلة في الموارد والسكان والسوق، وبمجرد اندماجها بشكل أفضل في الاقتصاد العالمي، فإنها ستطلق المزيد من إمكانات التنمية. بعد "توسيع" آلية التعاون في مجموعة  بريكس ، يعد ضم مجموعة العشرين للاتحاد الأفريقي حدثا بارزا آخر في تطوير ونمو "الجنوب العالمي". في الوقت نفسه ، في ظل الوضع العالمي الفوضوي والمتشابك ، يعزز أصوات بلدان "الجنوب العالمي" المتصاعدة قوة التعددية ، مما سيكون له تأثير مقيد للهيمنة وسياسات القوة.