"زيارة تاريخية"، "العلاقات الصينية الفنزويلية إلى شراكة إستراتيجية في جميع الأحوال"، "عشرات اتفاقيات التعاون"... هذه عناوين رئيسية لتقارير إعلامية في منطقة أمريكا اللاتينية نشرت في ختام زيارة الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو إلى الصين يوم الخميس(14 سبتمبر).
كانت هذه الزيارة لمادورو هي زيارة الدولة الثالثة إلى الصين والزيارة الخامسة له إلى الصين بصفته الرئيس الفنزويلي. وقال الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال المحادثات التي أجراها معه يوم الأربعاء إن إقامة البلدين شراكة إستراتيجية في جميع الأحوال يتفق مع التطلعات المشتركة لشعبيهما ويواكب تطور التاريخ.
أشار المحللون إلى أن الارتقاء بالعلاقات الصينية-الفنزويلية إلى شراكة استراتيجية في جميع الأحوال ترجمة للمستوى العالي من الثقة السياسية المتبادلة بين البلدين. فطوال الوقت، ظلت الصين داعمة قوية لجهود فنزويلا لحماية سيادة الدولة والكرامة الوطنية والاستقرار الاجتماعي ومعارضتها للتدخل الخارجي. كما أنه كلما واجهت فنزويلا صعوبات، فكانت الصين حاضرة لتقديم المساعدات اللازمة، مثلما فعلته خلال فترة الجائحة لما وفرت لها لقاحات وإمدادات طبية وأرسلت لها فرقا طبية عندما كانت تعاني من العقوبات والحصار الأمريكي والغربي.
خلال الزيارة التي استمرت لسبعة أيام وشملت أربع مدن في الصين، كان تركيز مادورو على إنجازات وخبرات الصين للتحديث الوطني، وكانت محطته الأولى هي مدينة شنتشن جنوبي الصين والتي تعد نافذة للإصلاح والانفتاح، وأعلن أنه سيرسل وفودا عدة إلى الصين خلال الأسابيع المقبلة للاطلاع على الخبرات الصينية في بناء المناطق الاقتصادية الخاصة، علما بأن فنزويلا أصدرت قانون تنظيم المناطق الاقتصادية الخاصة في يونيو العام الماضي في مستهل جهودها لبناء المنطقة الاقتصادية الخاصة.
ومن منظور إقليمي، لا يمكن فصل رفع مستوى العلاقات الصينية الفنزويلية عن التطور النوعي للعلاقات بين الصين وأمريكا اللاتينية. فمن زيارة الرئيس البرازيلي إلى الصين في أبريل الماضي، إلى زيارة رئيس هندوراس في شهر يونيو، إلى تسارع وتيرة مفاوضات اتفاقيات التجارة الحرة بين الصين والعديد من دول أمريكا اللاتينية، فإن الجانبين يتجهان بخطى ثابتة إلى المستقبل المشترك.