"يوجد وراء ’السطو الجماعي السريع‘ في الواقع جريمة منظمة". في الأيام القليلة الماضية، أرسل مستخدمو الإنترنت في الولايات المتحدة منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي للتعبير عن غضبهم إزاء هذه الظاهرة الغريبة التي انتشرت في مدن عديدة بولاية كاليفورنيا. والسيناريو النموذجي لهذه الظاهرة هو أن مجموعة من الأشخاص الذين ينظمون من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، ويندفعون إلى المتاجر "لمسح البضائع" بشكل محموم، ثم يهربون بسرعة مع العناصر المختطفة ، تاركين فوضى. هذا النوع من السرقة والسطو علنا وأخذ السلع بدون دفع قد سخر منه الأمريكيون باعتباره "شراء بصفر دولار".
وتساءل الناس: ما هي الأسباب وراء تكرار "السطو الجماعي السريع" في الولايات المتحدة.
وتبدو هذه الظاهرة تناقضا صارخا مع "الأداء الجيد" الأخير للاقتصاد الأميركي. وفقا لوزارة التجارة الأمريكية، ففي النصف الأول من عام 2023، حقق الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي نموا بأكثر من 2٪ على نحو سنوي، والذي وصف ذات مرة بأنه "تجاوز التوقعات". ومع ذلك ، فإن الواقع مربك - من يناير إلى مايو من هذا العام، شهد استهلاك الكهرباء التجارية والصناعية والسكنية في الولايات المتحدة انخفاضا بنسب 3٪ و 2٪ و 7٪ على التوالي، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. ووفقا لوزارة العمل الأمريكية، ارتفع معدل البطالة الأمريكي 0.3 نقطة مئوية في أغسطس عن الشهر السابق، ليصل إلى أعلى مستوى له منذ فبراير 2022.
تعكس ظاهرة " السطو الجماعي السريع " الفجوة الهائلة بين الأغنياء والفقراء في المجتمع الأمريكي، وباعتبارها الدولة الرأسمالية الأولى في العالم، فإن المظهر "الفاتن" لها لا يمكن أن يخفي الفجوة بين الأغنياء والفقراء، وأن تفشي الظاهرة ليس من قبيل الصدفة، ولكنه يجسد أوجه القصور الهيكلية للاقتصاد الأمريكي والافتقار إلى الحوكمة الاجتماعية. وعلى المدى الطويل، قد تقع الولايات المتحدة في حلقة مفرغة من الخلل الاقتصادي والفوضى الاجتماعية.