مشروع الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني يشهد نمو الشباب الباكستاني

 باعتباره مشروعا تاريخيا للبناء المشترك لـ"الحزام والطريق"، جلب الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني عشرات المليارات من الدولارات من الاستثمار المباشر إلى باكستان،  وأدى إلى تنمية ضخمة في البنية التحتية والصناعة والزراعة وغيرها من المجالات في باكستان، وخلق العديد من فرص العمل وغيّر حياة السكان المحليين.

 وقد شعر فاضل رحيم، الموظف المحلي بمحطة قاسم للطاقة الكهربائية في الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني، بهذا التغير شخصيا. وخلال السنوات القليلة الماضية من العمل في محطة قاسم للطاقة الكهربائية، تدرج من موظف عادي لا يتحدث إلا القليل مناللغة الصينية وليس لديه خبرة عمل واسعة إلى مدير قسم المشتريات التجارية في محطة الطاقة الكهربائية. وبالنسبة إلى فاضل رحيم، لم توفر له محطة قاسم للطاقة الكهربائية وظيفة مستقرة فحسب، بل علمته أيضا مهارات مهنية، ووسعت آفاقه، وحلبت له ولأسرته تغيرات هائلة في مستوى المعيشة. 

وبعد تخرجه من المدرسة الثانوية، عمل فاضل رحيم مع السكان المحليين في معالجة الأحجار الكريمة المنتجة محليا وبيعها للسياح الأجانب. ولكن بسبب الغزو الأمريكي لأفغانستان، تأثر الجزء الشمالي الغربي من باكستان المتاخم لأفغانستان، وقلّ عدد السياح الأجانب، وأصبح من الصعب عليه مواصلة عمله. وفي الوقت نفسه، كان لديه بعض الأصدقاء الذين وجدوا وظائف جيدة في الشركات الصينية، حيث راودته فكرة الذهاب إلى الصين للعثور على فرص. ولذلك ذهب إلى الجامعة الوطنية للغات الأجنبية في إسلام أباد لدراسة اللغة الصينية لمدة عام، ثم شارك في مسابقة "جسر اللغة الصينية"، وفاز بالمركز الثاني، وحصل على فرصة للدراسة في الصين لمدة عام.

وفي عام 2015، كانت محطة قاسم للطاقة الكهربائية التي تعد أول مشروع لتوليد الطاقة الكهربائية في الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني، في حاجة ماسة إلى موظفين. وبفضل ترشيح من صديق، جاء فاضل رحيم إلى هذا المشروع وعمل كموظف عادي في قسم الإدارة العامة. ونظرا لأنه يجيد اللغة الصينية، فقد عُين ليكون مسؤولا عن أعمال الاستقبال وترجمة المؤتمرات. وقال لمراسل وكالة أنباء شينخوا إن الزملاء الصينيين أجروا الكثير من التدريبات للموظفين المحليين وتشاركوا معهم التكنولوجيا الهندسية المتقدمة ومفاهيم الإدارة. وقد تعلم فاضل رحيم التكنولوجيا الأكثر تقدما في العالم من زملائه الصينيين.

ونسبة لعمله الممتاز، حصل فاضل رحيم في عام 2017 على لقب "الموظف الأجنبي الممتاز" في المحطة. وبينما كانت حياته المهنية تتطور بسرعة، وشهد فاضل رحيم أيضا بأم عينيه سرعة تطور المحطة. وفي نوفمبر عام2017 ، شُغِّلت الوحدة الأولى من محطة الطاقة الكهربائية. وفي أبريل عام 2018، دخلت المحطة التشغيل التجاري قبل 67 يوما من الموعد المحدد، حيث تبلغ قدرة التوليد الكهربائي السنوية المصممة 9 مليارات كيلوواط في الساعة، والتي يمكنها تلبية احتياجات 4 ملايين أسرة محلية باكستانية من الكهرباء. وقال فاضل رحيم إن التوليد الكهربائي التراكمي للمحطة وصل إلى 38 مليار كيلوواط في الساعة، مما خفف بشكل كبير من مشكلة نقص الكهرباء في باكستان.

وخلال ثماني سنوات من العمل في محطة قاسم للطاقة الكهربائية، نجح فاضل رحيم في تحسين حياة أسرته بشكل كبير من خلال العمل الجاد. وقد دفع جميع الرسوم الدراسية ونفقات المعيشة لأشقائه الثلاثة الصغار للدراسة في كراتشي، وبنى منزلا جديدا في مسقط رأسه. وفي عام 2018، تزوج من امرأة جميلة في مسقط رأسه، ويبلغ عمر ابنه الآن عامين.

وقال فاضل رحيم إنه في الماضي، كان عدد قليل من المدن الكبيرة في باكستان، مثل كراتشي ولاهور قد تطورت بسرعة. ولكن مع انتشار مشروع الممر الاقتصادي بين الصين وباكستان في جميع المقاطعات الباكستانية، فقد أدى ذلك إلى تنمية البلاد بأكملها، ووجد العديد من الباكستانيين العاديين وظائف وتعلموا التكنولوجيا وحسّنوا حياتهم من خلال المشاريع الصينية.

بيان الخصوصية وسياسة ملفات تعريف الارتباط

من خلال الاستمرار في تصفح موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط ، وسياسة الخصوصية المنقحة .يمكنك تغيير إعدادات ملفات تعريف الارتباط من خلال متصفحك .
أوافق