في قيرغيزستان، أسهمت الآبار التي حفرها فريق من خبراء سكة حديد الصين - قيرغيزستان - أوزبكستان في حل مشكلة مياه الشرب في بعض المناطق... في دولة الإمارات العربية المتحدة، يمكن لأول محطة طاقة تعمل بالفحم النظيف في الشرق الأوسط يجري بناؤها بشكل مشترك بين الصين والدول العربية أن توفر 20٪ من الطاقة الكهربائية في دبي... في تشيلي، ينقل المزارعون المحليون الكرز بسرعة عبر الطريق السريع رقم 5... ما الذي يمكن أن تجلبه مبادرة للعالم في غضون 10 سنوات؟ يتيح منتدى الحزام والطريق الثالث للتعاون الدولي الذي يعقد يومي 17 و18 من أكتوبر الجاري في بكين فرصة للناس لاستعراض ما حققته مبادرة الحزام والطريق من انجازات عظيمة خلال عقد من الزمن.
ووفقا لمصادر رسمية، سيشارك في هذا المنتدى ممثلون من أكثر من 140 دولة و30 منظمة دولية حول العالم. وسبب رئيسي وراء هذا الإقبال الكبير على المنتدى هو أن المبادرة أحدثت تغييرات حقيقية للعالم في السنوات ال 10 الماضية.
وأبرز إنجازات مبادرة الحزام والطريق، التي ولدت لحل المشاكل التنموية العالمية، يتمثل في أنها وفرت زخما جديدا للنمو الاقتصادي العالمي. ففي السنوات ال 10 الماضية، تم في إطار مبادرة لحزام والطريق إيجاد أكثر من 3000 مشروع تعاون، باستثمارات إجمالية تصل إلى قرابة تريليون دولار أمريكي. ووفقا لأبحاث البنك الدولي، فإن التنفيذ الكامل لمبادرة الحزام والطريق سيزيد التجارة بين الدول المشاركة فيها بنسبة 4.1٪، ويأتي بفوائد تقدر ب1.6 تريليون دولار سنويا بحلول عام 2030، وينتشل 7.6 مليون شخص من براثن الفقر المدقع في هذه الدول.
علاوة على المكاسب الاقتصادية، أسهمت مبادرة الحزام والطريق أيضا في تحسين الحوكمة الاقتصادية العالمية، حيث أنشأت الصين صندوق طريق الحرير ومولت مع الدول الأخرى إنشاء البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية، الأمر الذي وسع قنوات الاستثمار والتمويل للدول المعنية وأسهم في تطوير نظام الحوكمة الاقتصادية العالمية.
كل هذا يدور حول "قاعدة ذهبية"، أي التشاور الواسع والبناء المشترك ومشاركة المنافع. في هذه القاعدة المبدئية دعوة وممارسة للتعددية الحقيقية. وعلى هذا الأساس بالضبط سجلت مبادرة الحزام والطريق تعاونا حقيقيا مربحا للجميع. ولهذا السبب أدرجت هذه المبادرة في وثائق مهمة للمنظمات والآليات الدولية مثل الأمم المتحدة ومنتدى التعاون الصيني الأفريقي، مما يوفر حلولا جديدة للحوكمة العالمية.
خلال 10 سنوات، أحدثت مبادرة الحزام والطريق تغييرات عميقة في العالم. لكن هذا العقد الأول ليس سوى مقدمة. كيف سنبدأ من نقطة انطلاق جديدة؟ سؤال سيجيب عنه منتدى الحزام والطريق الثالث للتعاون الدولي.