بحث رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني اليوم (الخميس) مع وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان جهود اتفاق الهدنة الإنسانية في قطاع غزة والخطوات الجارية لتنفيذه.
جاء ذلك خلال استقبال رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري لوزير الخارجية الإيراني مساء اليوم بالدوحة، حسبما أفادت وزارة الخارجية القطرية في بيان.
وذكر البيان أن الشيخ محمد وعبد اللهيان استعرضا خلال المقابلة "مستجدات الأوضاع في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، لاسيما ما يتعلق بجهود اتفاق الهدنة الإنسانية والخطوات الجارية لتنفيذه".
وأضاف أنهما ناقشا سبل التعاون لمساعدة الفلسطينيين على مختلف الأصعدة لتجاوز آثار "العدوان".
وأكد رئيس مجلس الوزراء القطري لوزير الخارجية الإيراني ضرورة حماية المدنيين والوقف الفوري والتام لإطلاق النار والعمل للحيلولة دون اتساع نطاق العنف والنزاع في المنطقة، والذي سيكون له عواقب وخيمة على الجميع، طبقا للبيان.
من جانبها، أفادت وكالة أنباء (فارس) الإيرانية شبه الرسمية بأن عبد اللهيان رحب بوقف إطلاق النار المؤقت في غزة، لكنه حذر من أنه في حال واصلت إسرائيل الحرب بعد هذه المرحلة من وقف إطلاق النار فإن الأوضاع في المنطقة ستصبح أكثر توترا وستكون ردود الفعل أكثر اتساعا.
وأضاف أن إسرائيل غير قادرة على مواصلة الحرب دون الدعم الأمريكي، وما حدث ضد الولايات المتحدة في المنطقة خلال الأسابيع الستة الماضية هو رد فعل فصائل المقاومة في المنطقة على قيام الولايات المتحدة بدعم "الإبادة الجماعية" في فلسطين وليس له علاقة بإيران، على حد قوله.
وأكد أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) هي "حركة تحررية انبثقت من صميم الشعب الفلسطيني"، مستطردا بالقول إنه "لا يمكن القضاء على حماس ولا ينبغي أن يعتقدوا أنهم يستطيعون تحقيق ما لم يتمكنوا من تحقيقه خلال أكثر من شهر ونصف من الحرب، عبر الوسائل السياسية".
وثمن وزير الخارجية الإيراني الجهود القيمة التي يبذلها أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ورئيس الوزراء الشيخ محمد فيما يتعلق بفلسطين، وتمهيد الأرضية لهدنة إنسانية مؤقتة في غزة، بحسب وكالة أنباء (فارس).
ووصل عبد اللهيان في وقت سابق اليوم إلى الدوحة، في زيارة هي الثالثة له إلى قطر منذ بدء إسرائيل حربها على قطاع غزة في السابع من أكتوبر الماضي.
وسبق أن زار وزير الخارجية الإيراني قطر مرتين خلال أكتوبر، حيث التقى في الزيارة الأولى في 14 من الشهر نفسه، بأمير قطر وأجرى مباحثات معه ومع رئيس مجلس الوزراء، كما التقى رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية.
وفي 31 أكتوبر، التقى عبد اللهيان كذلك بأمير قطر ونقل إليه رسالة شفوية من الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي تتعلق بعدد من القضايا الإقليمية والدولية والتطورات في الفلسطينية، كما التقى بالشيخ محمد وبحث معه سبل التعاون بين البلدين لدفع جهود وقف فوري لإطلاق النار وحماية المدنيين.
وأعلنت إسرائيل وحماس أمس (الأربعاء) التوصل إلى اتفاق لهدنة إنسانية في قطاع غزة بوساطة قطرية ومصرية على أن تستمر لمدة أربعة أيام وتتضمن تبادل الإفراج عن رهائن ومعتقلين.
وستبدأ الهدنة الإنسانية في الساعة السابعة من صباح غد (الجمعة) بالتوقيت المحلي لقطاع غزة، فيما سيتم تسليم الدفعة الأولى من الرهائن المدنيين حوالي الساعة الرابعة من عصر اليوم نفسه، وفق ما أعلنه المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري اليوم في مؤتمر صحفي.
ويمثل اتفاق الهدنة، الذي جرى بعد أسابيع من المحادثات غير المباشرة، أول تهدئة ووقف لإطلاق النار بين حماس وإسرائيل منذ بدء الحرب على قطاع غزة.