قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يوم الاثنين إن قادة العالم الذين سيحضرون مؤتمر كوب 28 الأسبوع الجاري بحاجة إلى وقف التقدم المحفوف بالمخاطر لظاهرة الاحتباس الحراري قبل الوصول إلى "نقطة لا عودة حرجة".
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقد في مقر الأمم المتحدة في نيويورك بعد شاهد الأمين العام بنفسه خلال عطلة نهاية الأسبوع السرعة "المروعة للغاية" التي يذوب بها الجليد في القارة القطبية الجنوبية بمعدل سرعة يفوق أوائل التسعينيات بثلاث مرات.
ومن المقرر أن يعقد مؤتمر كوب 28، الذي يشير إلى الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، في دبي بالإمارات، في الفترة من 30 نوفمبر إلى 12 ديسمبر.
وقال غوتيريش "ما يحدث في القارة القطبية الجنوبية لن يبقى في القارة القطبية الجنوبية. نحن نعيش في عالم مترابط وذوبان الجليد البحري يعني ارتفاع منسوب مياه البحار. وهذا يعرض حياة وسبل العيش في المجتمعات الساحلية في جميع أنحاء العالم للخطر بشكل مباشر".
وأشار إلى أن العواقب تتجاوز تأثير الفيضانات وتسرب المياه المالحة إلى موارد الغذاء والمياه، لتؤثر على استدامة الجزر الصغيرة والعديد من المدن الساحلية حول العالم.
وقال للصحفيين خارج مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة "إن حركة المياه حول القارة القطبية الجنوبية توزع الحرارة والمواد المغذية والكربون في جميع أنحاء العالم، ما يساعد على تنظيم مناخنا وأنماط الطقس الإقليمية، لكن هذا النظام يتباطأ مع ازدياد دفء المحيط الجنوبي وتراجع كثافته"، مشيرا إلى أن "المزيد من التباطؤ أو الانهيار الكامل من شأنه أن يؤدي إلى كارثة".
وحذر من أن عدم تغيير هذا المسار الناجم عن الوقود الأحفوري "فإننا نتجه نحو ارتفاع كارثي في درجات الحرارة بمقدار ثلاث درجات مئوية بحلول نهاية القرن".
وأضاف "إذا واصلنا على هذا النحو وآمل بشدة ألا نفعل ذلك، فإن الصفائح الجليدية في غرينلاند وغرب القارة القطبية الجنوبية ستعبر إلى نقطة لا عودة قاتلة".
وقال الأمين العام إن هذه الحلقة المفرغة تعني تسارع التسخين وتناقص الجليد وزيادة تطرف الطقس، مؤكدا أنه يتعين على قادة العالم في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ كوب28 "كسر هذه الحلقة".
وقال "إن الحلول معروفة جيدا. يجب على القادة العمل على الحد من ارتفاع درجة الحرارة العالمية إلى 1.5 درجة مئوية، وحماية الناس من الفوضى المناخية، وإنهاء عصر الوقود الأحفوري".
وأكد الحاجة إلى التزام عالمي بمضاعفة مصادر الطاقة المتجددة إلى ثلاثة أمثالها، ومضاعفة كفاءة استخدام الطاقة، وتوفير الطاقة النظيفة للجميع بحلول عام 2030.