مبعوث صيني: تحقيق وقف فوري لإطلاق النار في غزة ضرورة حتمية

ذكر مبعوث صيني يوم الخميس أن تحقيق وقف فوري لإطلاق النار في غزة ضرورة حتمية وأن جوهر أي إجراء يتخذه مجلس الأمن هو تحقيق وقف فوري لإطلاق النار.

وأشار تشانغ جيون، مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة، إلى أن حق النقض (الفيتو) الذي استخدمته الولايات المتحدة يوم الثلاثاء ضد قرار صاغته الجزائر يعني أن مجلس الأمن أضاع فرصة أخرى للضغط من أجل وقف إطلاق النار في غزة. وأن استمرار الصراع حتى ليوم آخر سيتسبب في المزيد من الخسائر في صفوف المدنيين وسيؤدي إلى كارثة أكبر. وأن تحقيق وقف فوري لإطلاق النار في غزة ضرورة ملحة لإنقاذ أرواح بريئة ومنع اندلاع حرب أوسع نطاقا.

وقال لمجلس الأمن إن "تحقيق وقف فوري لإطلاق النار يمثل الرغبة المشتركة التي عبّر عنها المجتمع الدولي وكذا إجماع الأغلبية الساحقة في مجلس الأمن".

وذكر أن الصين على علم بأن الولايات المتحدة قدمت مشروع قرارها الخاص. وتأمل الصين في أن تظهر الولايات المتحدة موقفا مسؤولا، وتستجيب بشكل إيجابي للنداء الدولي، وتحترم الإجماع القائم بين أعضاء مجلس الأمن.

وقال "نحن بحاجة إلى الإشارة إلى أن جوهر أي إجراء يتخذه هذا المجلس هو تحقيق وقف فوري لإطلاق النار. ويجب أن تكون أي رسالة نبعث بها من خلال إجراءاتنا واضحة، وجلية، ولا لبس فيها، ولا تُخطئها العين، وألا تكون مراوغة أو ملتبسة"، مضيفا "في هذه المرحلة، يحتاج المجلس إلى إظهار عزم قوي وليس اكتساب مهارات التفاوض فحسب".

وذكر أن الهجوم العسكري على رفح يجب أن يتوقف على الفور.

وسلط الضوء على أن هناك أكثر من 1.5 مليون من سكان غزة مكتظون في رفح، وليس لديهم أي مكان آخر يذهبون إليه. وأن التوغلات العسكرية الإسرائيلية المتصاعدة في رفح ستؤدي إلى خسائر لا يمكن تصورها في صفوف المدنيين وإلى كوارث إنسانية وستلحق أضرارا يتعذَّر إصلاحها بالسلام الإقليمي. وأن الصين تعارض بشدة مثل هذه الإجراءات. وينبغي على إسرائيل أن تلغي فورا خططها الرامية إلى مهاجمة رفح وتوقف عقابها الجماعي للشعب الفلسطيني. كما أن أمر محكمة العدل الدولية المتعلق بالتدابير المؤقتة الرامية إلى منع الإبادة الجماعية يجب أن يُنفذ تنفيذا فعالا دون إبطاء.

وشدد على أنه لا بد من ضمان إيصال مساعدات إنسانية كافية دون عوائق إلى غزة. ويجب على إسرائيل اتخاذ إجراءات ملموسة لفتح جميع الطرق البرية والبحرية والجوية إلى غزة، وتوفير كل ما تحتاجه الوكالات الإنسانية لعملياتها الإغاثية، وضمان سلامة وأمن موظفي الوكالات الإنسانية ومرافقها.

ودعا تشانغ أيضا إلى بذل جهود لمنع امتداد الصراع في غزة إلى المنطقة الأوسع.

وقال إن تبادل إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل وبين سوريا وإسرائيل يتصاعد. ولا تزال التوترات مستمرة في البحر الأحمر. والآن يخيم شبح حرب أوسع نطاقا على الشرق الأوسط. وتدعو الصين الأطراف المعنية، ولا سيما الأطراف ذات التأثير الكبير، إلى التحلي بالهدوء وضبط النفس والامتناع عن الأعمال التي من شأنها أن تزيد من حدة التوترات. وينبغي على الأطراف السعى إلى وقف الحرب من خلال السلام وكسر الحلقة المفرغة للعنف والصراع.

ولفت إلى ضرورة منح الأفق السياسي الذي يوفره حل الدولتين فرصة جديدة للحياة. فإن إقامة دولة فلسطينية مستقلة ليست هبة يقدمها طرف لآخر في عمل خيري، وإنما هي حق غير قابل للتصرف للشعب الفلسطيني.

وقال إن الصين تشعر بقلق بالغ إزاء الرفض العلني المتكرر مؤخرا لحل الدولتين من جانب بعض الساسة الإسرائيليين ورفضهم لأي جهد دولي يرمي إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة. إن غزة جزء لا يتجزأ من فلسطين، وحل الدولتين هو بيت القصيد للعدالة الدولية والسبيل الوحيد القابل للتطبيق نحو تسوية القضية الفلسطينية الإسرائيلية. وإن الصين تحث إسرائيل على التوقف دون تأخير عن تقويض أساس حل الدولتين، ووقف التهجير القسري للمدنيين الفلسطينيين، ووقف عمليات التفتيش والاعتقالات والمداهمات في الضفة الغربية.

وذكر أنه لا بد من تصحيح الأخطاء التاريخية التي عانت منها فلسطين. ولا بد من تحقيق طموح فلسطين إلى إقامة دولة مستقلة، مشيرا إلى أن الصين تدعم فلسطين في أن تصبح عضوا في الأمم المتحدة في أقرب وقت ممكن، وتدعو إلى عقد مؤتمر سلام دولي أوسع نطاقا وأكثر موثوقية وأكثر فعالية للدفع باتجاه إيجاد حل شامل وعادل ودائم للقضية الفلسطينية. 

بيان الخصوصية وسياسة ملفات تعريف الارتباط

من خلال الاستمرار في تصفح موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط ، وسياسة الخصوصية المنقحة .يمكنك تغيير إعدادات ملفات تعريف الارتباط من خلال متصفحك .
أوافق