بلينكن: شن إسرائيلي لهجوم بري على رفح "خطأ فادح"

 اعتبر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن يوم الخميس (21 مارس) أن شن إسرائيل لهجوم بري على مدينة رفح جنوب قطاع غزة المحاصر سيكون "خطأ فادحا".

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده بلينكن في القاهرة مع نظيره المصري سامح شكري وبثه التليفزيون المصري، عقب اجتماعه مع وزراء خارجية مصر والسعودية والأردن وقطر ووزيرة الدولة الإماراتية للتعاون الدولي وأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.

وقال بلينكن إن شن إسرائيل لهجوم بري على رفح "خطأ فادح"، مؤكدا رفض الولايات المتحدة لأي عملية برية في المدينة، لما يتضمنه ذلك من خطورة كبيرة نظرا لما يمكن أن تسببه من خسائر كبيرة في صفوف المدنيين، إذ يتواجد أكثر من مليون شخص هناك.

ورأى بلينكن أنه يمكن التعامل مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بدون عملية عسكرية كبيرة في رفح.

وشدد على ضرورة التوصل إلى وقف إطلاق نار فوري ومستدام في قطاع غزة، حيث تتواصل الاتصالات لهذا الهدف، والعمل على إطلاق سراح الرهائن والمحتجزين، وإنفاذ المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.

وتابع ان "سكان غزة يواجهون ظروفا بالغة الصعوبة ولا يمكن أن نتحمل استمرارها ولابد من زيادة المساعدات للقطاع برا وبحرا وجوا، وسوف نحشد الخبراء لتحديد الإجراءات الكفيلة لتوسيع المساعدات الإنسانية للقطاع".

كما شدد وزير الخارجية الأمريكي على أهمية العمل على إيجاد مسارات للحد من الوفيات في رفح الناتجة عن الأزمة الغذائية التي يتعرض لها سكان قطاع غزة، مؤكدا عدم السماح بدفع الفلسطينيين بقطاع غزة للنزوح.

من جهته، أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري أهمية التوصل لوقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة والإفراج عن الرهائن والمحتجزين والتوسع في إدخال المساعدات الإنسانية لمواجهة حالة التجويع التي يعاني منها سكان القطاع.

وحذر شكري من الأوضاع المعيشية الكارثية في القطاع، مشددا على ضرورة عدم قيام إسرائيل بأي عملية عسكرية إضافية في رفح.

وأضاف أنه "لابد من التعامل مع الأزمة بشكل جذري بما يحقق الأمن والاستقرار للمنطقة من خلال إنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وتفعيل حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية".

وقبل ذلك، عُقد اجتماعي سداسي عربي في القاهرة في وقت سابق اليوم لبحث جهود وقف الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة.

وضم الاجتماع وزراء خارجية مصر سامح شكري، والسعودية الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله آل سعود، وقطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، والأردن أيمن الصفدي، ووزيرة الدولة الإماراتية للتعاون الدولي ريم الهاشمي، وأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ.

وقال المتحدث باسم الخارجية المصرية السفير أحمد أبو زيد في بيان إن الاجتماع جرى خلاله "التباحث وتبادل وجهات النظر حول تطورات القضية الفلسطينية والتداعيات الكارثية للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة والجهود المبذولة لوقفها وما تنتجه من معاناة وكارثة إنسانية غير مسبوقة".

وأكد المشاركون في الاجتماع "أولوية تحقيق وقف شامل وفوري لإطلاق النار، وزيادة نفاذ المساعدات الإنسانية، وفتح جميع المعابر بين إسرائيل والقطاع، والتغلب على العراقيل التي تضعها إسرائيل من خلال التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن رقم 2720 بما يلبي احتياجات أكثر من مليوني فلسطيني في قطاع غزة يواجهون المجاعة".

كما أكدوا ضرورة توفير "الدعم الكامل" لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينين (أونروا).

وجددوا رفضهم لأية محاولات "لتهجير الفلسطينيين خارج أرضهم، أو تصفية القضية الفلسطينية".

وشددوا على "ضرورة وقف إسرائيل جميع الإجراءات الأحادية التي تقوض فرص تحقيق السلام العادل، بما فيها الاستيطان وتلك التي تستهدف تغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية"، وأكدوا "أهمية دور الوصاية الهاشمية التاريخية في حماية هذه المقدسات وهويتها العربية والإسلامية والمسيحية، وحتمية تنفيذ حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية وفقاً للمرجعيات الدولية بما فيها مبادرة السلام العربية".

ومصر هي المحطة الثانية في جولة بلينكن السادسة بالمنطقة منذ اندلاع الحرب في غزة في أكتوبر الماضي، والتي بدأها بالسعودية، وتشمل إسرائيل أيضا.

وخلال زيارته للسعودية، كشف بلينكن النقاب عن أن الولايات المتحدة قدمت مشروع قرار لمجلس الأمن الدولي يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار فى غزة، مؤكدا أنه سيناقش بدائل عملية رفح مع الجانب الإسرائيلي الأسبوع المقبل.

وقال بلينكن خلال مقابلة مع وسائل إعلام سعودية إنه بالفعل وضعت أمريكا مشروع قرار أمام مجلس الأمن، يدعو إلى وقف فوري للنار وإطلاق سراح الرهائن.

وأكد الدعم الأمريكي لحق إسرائيل بالدفاع عن نفسها، مضيفا أنه "فى الوقت نفسه من الضروري أن نركز على المدنيين ومعاناتهم الكبيرة، وأن نجعلهم أولوية".

وذكر بلينكن أن اتفاق تهدئة في غزة بات قريبا، وأن العمل بالجسر البحري سيبدأ فى غضون أسبوعين. كما قال إنه سيناقش خلال جولته الحالية في المنطقة الحكم في غزة بعد الحرب.

وتشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر الماضي حربا ضارية ضد حركة حماس في غزة خلَّفت أكثر من 31 ألف قتيل، بحسب وزارة الصحة في القطاع، ردا على هجوم شنته حماس على بلدات إسرائيلية محاذية للقطاع خلفت أكثر من 1200 قتيل إسرائيلي، وفق السلطات الإسرائيلية.

وصادق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الجمعة الماضي على خطط للقيام بعملية عسكرية في رفح، وفق بيان صادر عن مكتبه.

وسبق أن طلب نتنياهو من الجيش إعداد خطة مزدوجة لعملية عسكرية في رفح تشمل إجلاء المدنيين وملاحقة عناصر حماس، وسط تحذيرات عربية ودولية واسعة من الهجوم على المدينة المكتظة بالسكان.

ويقطن نحو 1.4 مليون فلسطيني غالبيتهم من النازحين في رفح، إذ كان عدد سكانها قبل هجوم 7 أكتوبر الماضي 250 ألف نسمة.

بيان الخصوصية وسياسة ملفات تعريف الارتباط

من خلال الاستمرار في تصفح موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط ، وسياسة الخصوصية المنقحة .يمكنك تغيير إعدادات ملفات تعريف الارتباط من خلال متصفحك .
أوافق