أكد الرئيس الصيني شي جين بينغ يوم الاثنين (25 مارس)، أن الصداقة أيا كان الوقت الذي بدأت فيه، سيكون لها مستقبل مشرق، وأن التعاون، مهما كان حجمه، سيكون مثمرا ما دام كان صادقا.
أدلى شي بهذه التصريحات أثناء محادثات عقدها في بكين مع رئيس ناورو، ديفيد أدينغ، الذي يجري زيارة دولة للصين في الفترة من 24 إلى 29 مارس الجاري. و تعد هذه الزيارة الأولى من نوعها حيث يقوم فيها رئيس ناورو بزيارة إلى الصين منذ استعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في شهر يناير من هذا العام.
ومن جانبه، أوضح الرئيس أدينغ أن بلاده تقدّر بشدة التزام الصين بمبدأ المساواة بين جميع البلدان، بغض النظر عن حجمها، وهي على استعداد للالتزام بمبدأ صين واحدة، ولتعميق التعاون مع الصين بشكل مستمر.
وبفضل تفاعل رئيسي الدولتين، يمكن قراءة عدد هائل من الرسائل.
أولا، لقد أكدت الصين أنها تؤمن دوما بأن جميع البلدان، كبيرة كانت أو صغيرة، قوية أو ضعيفة، غنية أو فقيرة، أعضاء متساوون في المجتمع الدولي. وعلى الرغم من أن عدد سكان الصين يتجاوز 1.4 مليار نسمة، بينما يبلغ عدد سكان ناورو ما يزيد قليلا عن 10 آلاف نسمة، تقدم الصين لها الاحترام و المجاملة الكاملتين، ما يبرهن على كرم ضيافة بلد لديه تاريخ آداب السلوك، ويثبت تماما أن "معاملة الآخرين على قدم المساواة هي سمة تميز الدبلوماسية الصينية".
ثانيا، إن مبدأ "صين واحدة" هو اتجاه العصر وتطلعات الشعوب، وينبغي أن يتخذ أعضاء المجتمع الدولي خيارا صحيحا في أقرب وقت ممكن. وخلال زيارة الرئيس أدينغ إلى الصين هذه المرة، أعاد الجانبان التأكيد على هذا المبدأ. ولم يكتف أدينغ بوصف استعادة العلاقات الدبلوماسية مع الصين بأنها "على الجانب الصحيح من التاريخ"، بل قال أيضا إنها "معلم مهم في العلاقات بين ناورو والصين".
ثالثا، أصبح البناء المشترك للحزام والطريق إجماعا واضحا للمزيد من الدول. وخلال زيارة الرئيس أدينغ للصين، أصبحت ناورو دولة أخرى توقع على وثيقة تعاون مع الصين بشأن البناء المشترك للحزام والطريق. ووفقا للبيان المشترك الصادر عن البلدين، فإن الصين مستعدة لتعزيز الترابط بين مبادرة الحزام والطريق واستراتيجية التنمية في ناورو، وتوسيع التعاون العملي في التجارة والاستثمار، والبنية التحتية، والزراعة ومصايد الأسماك، وتطوير المعادن، وحماية البيئة وغيرها من المجالات، ومساعدة ناورو على تحقيق تنمية مستقلة ومستدامة.
وتعتبر الصين وناورو دولتين من دول الجنوب، وستسهم النتائج الإيجابية التي يحققها الرئيس أدينغ في زيارته إلى الصين في تعزيز السلام والتنمية في البلدان الجزرية في المحيط الهادئ، وكذلك التعاون فيما بين بلدان الجنوب، وحماية حقوق ومصالح البلدان النامية. كما تتحلى بمغزى كبير لتعزيز بناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية.