تعليق : لماذا يقول ممثلو الجانب الأمريكي إن "فخ ثوسيديدس" ليس حتميا

في 27 مارس الجاري ، التقى الرئيس الصيني شي جين بينغ ممثلين من الأوساط التجارية والاستراتيجية والأكاديمية الأمريكية في بكين، الأمر الذي جذب انتباه العالم. هذه هي المرة الأولى التي يجري فيها الرئيس شي جين بينغ تبادلات وجها لوجه مع شخصيات أمريكية في بكين منذ القمة الصينية الأمريكية في سان فرانسيسكو في نوفمبر عام 2023. وأشار الرئيس شي إلى أن أكبر إجماع في قمة سان فرانسيسكو هو أن العلاقات الصينية الأمريكية يجب أن تكون مستقرة وأفضل. وقال ممثلو  الجانب الأمريكي إن "فخ ثوسيديديس" ليس حتميا.

إن نجاح الصين والولايات المتحدة يمثل فرصة لبعضهما البعض ، وهي الحقيقة التي  أثبتتها الحقائق والأرقام مرارا وتكرارا. حيث زادت التجارة بين الصين والولايات المتحدة أكثر من 200 مرة منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما ، وبلغ حجم التجارة الثنائية 4.7 تريليون يوان في عام ،2023 واستثمرت أكثر من 70 ألف شركة أمريكية في الصين، وحققت أرباحا سنوية تزيد عن 50 مليار دولار أمريكي، مما جلب أيضا حيوية للاقتصاد الصيني، ودعمت التجارة الصينية الأمريكية أكثر من 2.6 مليون وظيفة في الولايات المتحدة...... وهذا يدل على أن جوهر العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الصين والولايات المتحدة هو المنفعة المتبادلة والمصالح المربحة للجانبين.

في الوقت الحاضر ، تعمل الصين بنشاط على تنمية وتطوير قوة إنتاجية جديدة عالية الجودة ، سواء كان ذلك تحويل وتحديث الصناعات التقليدية ، أو تطوير الصناعات الناشئة والصناعات المستقبلية ، وكل ذلك سيجلب المزيد من الفرص للشركات الأمريكية. وفي الوقت نفسه، سرعت الصين إصدار نسخة عام 2024 من القائمة السلبية للوصول إلى الاستثمار الأجنبي، وأزالت تماما القيود المفروضة على الوصول إلى الاستثمار الأجنبي في قطاع التصنيع، وعززت تخفيف الوصول إلى الأسواق لصناعات الاتصالات السلكية واللاسلكية والطبية وغيرها من الخدمات ،  ما يمكن إفساح مساحة تطوير الشركات الأمريكية. فأعرب ممثلو الشركات الأمريكية عن أملهم في مواصلة  زيادة الاستثمار في الصين وتنفيذ التعاون المبتكر.

إن "فخ ثوسيديديس" ليس حتميا ، وهذا التعبير يحتوي أيضا على تطلعات ممثلي الأوساط التجارية والاستراتيجية والأكاديمية الأمريكية الصحيحة  للصين. إذا نظرنا إلى تقلبات العلاقات الصينية الأمريكية في السنوات الأخيرة ، فإن جوهر المشكلة يكمن في حقيقة أن الجانب الأمريكي يعتبر الصين عن طريق الخطأ أهم منافس استراتيجي له.

إن "فخ ثوسيديديس" ليس حتميا ، وهذا التعبير ينبع أيضا من التبادلات والصداقة بين الشعبين الصيني والأمريكي. وفي نوفمبر من العام الماضي، أعلنت الصين أنها ستدعو 50 ألف شاب أمريكي إلى الصين للتبادل والدراسة في السنوات الخمس المقبلة. بالإضافة إلى ذلك ، اعتبارا من 31 مارس الجاري، سيتم زيادة الحد الأقصى لعدد رحلات الركاب المجدولة التي يمكن لشركات الطيران الصينية والأمريكية تشغيلها أسبوعيا من 70 إلى 100 حاليا لتلبية احتياجات تبادل الأفراد بشكل أفضل.

ويصادف هذا العام الذكرى ال45 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين والولايات المتحدة. أخيرا يجب على الولايات المتحدة والصين اجراء التعاون وإيجاد الطريقة الصحيحة للتوافق، مثلما أكد الرئيس شي إن "العلاقات الصينية الأمريكية لا يمكن أن تعود إلى الأيام السابقة، لكنها يمكن أن تحتضن مستقبلا أكثر إشراقا".

بيان الخصوصية وسياسة ملفات تعريف الارتباط

من خلال الاستمرار في تصفح موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط ، وسياسة الخصوصية المنقحة .يمكنك تغيير إعدادات ملفات تعريف الارتباط من خلال متصفحك .
أوافق