تعليق: استفزازات الفلبين تقوض الاستقرار الإقليمي

في الأشهر الأخيرة، أججت الفلبين، بدعم من بعض القوى الخارجية، التوترات في بحر الصين الجنوبي، على الرغم من حقيقة أن الصين تتمتع بسيادة لا جدال فيها على نانهاي تشوداو (جزر بحر الصين الجنوبي) والمياه المتاخمة لها.

ومن الأهمية بمكان إدراك أن أية أنشطة تعمل على تعطيل الوضع في بحر الصين الجنوبي وخلق الشائعات سوف تقوض السلام والاستقرار الإقليميين.

إن الفلبين، بدعوتها قوى خارجية باستمرار إلى الانخراط في المعمعة، لا تقوض الآليات القائمة لحل النزاع فحسب، بل تعمل جاهدة على تخريب الجهود التي تبذلها الصين ورابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) للحفاظ على السلام والاستقرار في المنطقة.

لطالما التزمت الصين ودول الآسيان بإدارة وحل النزاعات بشكل صحيح من خلال الحوار والتشاور بين الدول المعنية بالأمر بشكل مباشر. حيث عملت جميعها معا للحفاظ بشكل مشترك على السلام والاستقرار في بحر الصين الجنوبي، الأمر الذي حافظ على استقرار الوضع في بحر الصين الجنوبي بشكل عام.

لقد احتدمت الخلافات البحرية بين الصين والفلبين لأن الفلبين، بدعم من لاعبين خارجيين، تتراجع عن كلماتها وتستفز الصين.

وتكشف مشاركة أطراف خارجية في مناوراتها البحرية المشتركة وكذا القمة الثلاثية المقبلة بين الفلبين والولايات المتحدة واليابان حقيقة صارخة وهي أن: الفلبين تستغل هذه المنصات بشكل متهور للحصول على دعم خارجي لأعمالها الاستفزازية.

وهذه القوى الخارجية، مدفوعة بأجندتها الإستراتيجية الخاصة، تستغل دون تردد حيل الفلبين للتدخل في الشؤون الإقليمية واحتواء الصين.

وكما أشارت آنا ماليندوغ -أوي، نائبة رئيس معهد القرن الآسيوي الفلبيني للدراسات الإستراتيجية ومقره مانيلا، فإن الفلبين تُستخدم "كبيدق ووكيل".

وقالت الخبيرة إن "المسألة البحرية قائمة بين الفلبين والصين، وإن الولايات المتحدة ليست طرفا في النزاع ومن ثم يتعين عليها الامتناع عن التطفل أو التدخل في هذا الأمر"، محذرة من أن التدخل الأمريكي في قضية بحر الصين الجنوبي "أشبه بتأجيج النار، الأمر الذي سيزيد من تعقيد الوضع المعقد بالفعل".

وبغض النظر عن المحاولات التي تقوم بها الفلبين لتشويه سمعة الصين، فإنها لا يمكن أن تغير الحقيقة التي لا جدال فيها وهي أن سيادة الصين وحقوقها ومصالحها في بحر الصين الجنوبي ترسخت على امتداد التاريخ الطويل وترتكز بصورة راسخة على التاريخ والقانون.

ومن جانبها، تلتزم الصين دائما بحل قضية بحر الصين الجنوبي من خلال الحوار والتفاوض.

ففي عام 2002، وقعت الصين ودول الآسيان على إعلان سلوك الأطراف في بحر الصين الجنوبي، والتزمت معا بحل "النزاعات الإقليمية والقضائية بالسبل السلمية، من خلال المشاورات الودية والمفاوضات بين الدول ذات السيادة المعنية بالأمر بشكل مباشر".

وفي السنوات الأخيرة، عملت الصين ودول الآسيان بصورة نشطة على دفع المفاوضات حول مدونة قواعد السلوك في بحر الصين الجنوبي. ولم تتصاعد التوترات إلا بعد أن تراجعت الفلبين عن التزاماتها الواردة في الإعلان وسلسلة من الاتفاقات الثنائية مع الصين.

إن منطقة آسيا والمحيط الهادئ هي المنطقة الأكثر دينامية في الاقتصاد العالمي، ويكمن استقرارها وازدهارها في حقيقة أن شعوب آسيا هي من عليه حل مشكلات آسيا والحفاظ على أمن آسيا.

كما أن الحفاظ على الهدوء والاستقرار في المنطقة يصب في صالح دول المنطقة ويسهم في نمو الاقتصاد العالمي. ويتطلب تحقيق هذه الأهداف جهودا بناءة من جميع الأطراف ذات الصلة.

بيان الخصوصية وسياسة ملفات تعريف الارتباط

من خلال الاستمرار في تصفح موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط ، وسياسة الخصوصية المنقحة .يمكنك تغيير إعدادات ملفات تعريف الارتباط من خلال متصفحك .
أوافق