نظم معهد كونفوشيوس في تونس بالتعاون مع المعهد العالي للغات في تونس العاصمة اليوم (الخميس)، الدورة الثالثة من "المنتدى الدولي لتعليم اللغة الصينية بشمال إفريقيا".
وشارك في أعمال الدورة الجديدة أكاديميون من تونس والصين، وآخرون من بعض الدول العربية يقيمون في تونس، وعدد من الخبراء من دول في شمال إفريقيا عن طريق الفيديوكونفرانس.
وافتتحت المديرة الصينية لمعهد كونفوشيوس في تونس رو شين أعمال الدورة بكلمة أشارت فيها إلى أنه سيتم خلال هذه الدورة مناقشة جملة من الموضوعات المهمة، منها معايير تدريس اللغة الصينية، وتنمية القدرات المحلية في تعلم اللغة الصينية، وبحث إمكانيات التعاون بين جامعة داليان الصينية للغات الأجنبية وجامعة قرطاج في تونس، بالإضافة إلى الاستمرار في تدريب الأساتذة التونسيين الذين يدرسون اللغة الصينية.
وأكدت رو شين أن اللغة الصينية هي اللغة الأكثر استخداما على الصعيد العالمي، وهي تُعتبر واحدة من أبرز كنوز الحضارة الصينية، كما أن محتواها الثقافي العميق وجمال مظهرها يُساهمان في جذب المزيد من الناس لتعلمها بهدف إتقانها.
وتابعت "لقد أتاح تعلم اللغة الصينية للعديد من الشعوب في مختلف أنحاء العالم اكتشاف صورة الصين الحقيقية".
وأضافت أنه "منذ ولادة معهد كونفوشيوس في تونس، لم ندخر جهدا في تشجيع تدريس اللغة الصينية بما يتماشى مع البيئة المحلية من خلال الدورات الثقافية والفعاليات المرتبطة بتعليم اللغة الصينية".
وأردفت أن معهد كونفوشيوس في تونس يعمل أيضا على إتاحة الفرصة للطلاب للمشاركة في مسابقاته بجميع تفرعاتها، وخاصة مسابقة "جسر اللغة الصينية"، بالإضافة إلى تنظيم المخيمات الصيفية المختلفة التي تتيح للتونسيين التعرف بشكل أفضل على اللغة الصينية لفهم الثقافة والحضارة الصينية بشكل أفضل.
وقالت المديرة التونسية لمعهد كونفوشيوس في تونس هدى بن حمادي لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن المشاركين في المنتدى الإقليمي، سيبحثون مسألة لا تزال محط اهتمام الباحثين وأساتذة اللغة الصينية، وهي معرفة القضايا الاستراتيجية الحقيقية لتعليم الصينية، وتأثير ذلك على منطقة شمال إفريقيا.
من جهتها، اعتبرت مديرة جامعة داليان الصينية للغات الأجنبية ليو هونغ في مداخلة عبر الفيديوكونفرانس، أن المنتدى الدولي لتعليم اللغة الصينية بشمال إفريقيا "هو أحد المنتديات الأكاديمية الرائدة التي يُنظمها معهد كونفوشيوس لبحث الاقتراحات ذات الصلة بتطوير تعليم اللغة الصينية".
وشددت في هذا الصدد على أن "مسألة التواصل والارتباط اللغوي والثقافي بين الحضارات المختلفة أصبحت أكثر فائدة في ترسيخ الاحترام والتوافق والتعاون والتسامح، والتفاهم بين الدول والشعوب".
وأردفت أن معهد كونفوشيوس "باعتباره مؤسسة حيوية في تعزيز التعاون الثقافي الصيني-التونسي، يواصل الاضطلاع ببراعة بمسؤولية نشر وتعزيز الثقافة الصينية في جميع أنحاء العالم، وخاصة في تونس".
إلى ذلك، قال مدير قسم اللغات الشرقية بجامعة قرطاج خالد الحاج أحمد لـ ((شينخوا)) إن الطالب التونسي "أثبت قدرته على الانفتاح والتأقلم مع اللغة الصينية رغم كل شيء".
وأشار إلى أن ما بين 170 و200 طالب تونسي يدرسون اللغة الصينية يتخرجون كل عام في جامعة قرطاج، حيث يستفيد العديد منهم سنويا من الفرص ذات الصلة من خلال المنح الدراسية التي تقدمها الحكومة الصينية بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم التونسية.
وأكد في هذا السياق أن "الطالب التونسي، وكذلك أيضا والديه، أصبحوا على قناعة بأهمية اللغة الصينية كلغة عالمية"، لافتا إلى أن تونس تُعتبر واحدة من الدول العربية التي أدخلت اللغة الصينية في تعليمها الوطني، وذلك منذ سبعينيات القرن الماضي.
وافتتح معهد كونفوشيوس الأول لتدريس اللغة والثقافة الصينية في تونس رسميا في العاشر من أبريل 2019 بالمعهد العالي للغات بجامعة قرطاج.