دعا مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة فو تسونغ يوم الاثنين المجتمع الدولي إلى الحفاظ على الطبيعة السلمية للفضاء الخارجي بقوة.
وشدد فو في حديثه خلال مناقشة مفتوحة للجمعية العامة للأمم المتحدة حول مشروع قرار يتعلق بأمن الفضاء الخارجي تم الاعتراض عليه في مجلس الأمن في 24 أبريل، على الحاجة الماسة لتعزيز التعاون وتحسين إدارة الفضاء الخارجي لضمان استخدامه السلمي بما يفيد جميع الدول.
وقال فو "الفضاء الخارجي من المشاعات العالمية ويحمل الأحلام المشتركة للبشرية جمعاء".
وسلط فو الضوء على المخاطر المتزايدة لتسليح الفضاء الخارجي والقيود المفروضة على البلدان النامية من حيث الوصول إلى علوم وتكنولوجيا الفضاء، واصفا هذه التحديات بأنها "تحديات غير مسبوقة" يجب التصدي لها على وجه السرعة لصون السلام والأمن في الفضاء الخارجي وضمان مشاركة جميع البلدان في الفضاء الخارجي.
وانتقد فو قوة عظمى، دون تسميتها، لتعريفها الفضاء الخارجي بأنه "منطقة لخوض الحروب" وكذا تسريعها لعسكرته، قائلا "لقد قوضت هذه الأعمال بشدة الطبيعة السلمية للفضاء الخارجي وزادت من خطر الحسابات العسكرية الخاطئة والصراعات".
وحث فو المجتمع الدولي على تبني "مفهوم أمني مشترك وشامل وتعاوني ومستدام" لمقاومة التسليح وسباق التسلح في الفضاء الخارجي.
وفيما يتعلق بالإطار القانوني الحاكم للفضاء الخارجي، أشار فو إلى القيود المفروضة على معاهدة الفضاء الخارجي لعام 1967، مؤكدا أنها غير قادرة على مواجهة التحديات المعاصرة لأنها تحظر فقط نشر أسلحة الدمار الشامل دون غيرها من الأسلحة.
وقال "المجتمع الدولي بحاجة ماسة للتفاوض وإبرام معاهدة جديدة للفضاء الخارجي"، في إشارة إلى مسودة معاهدة اقترحتها الصين وروسيا في 2008 كأساس محتمل لمناقشات مستقبلية.
ودعا فو أيضا إلى ضمان تمكن جميع البلدان، أيا كان حجمها أو مستوى تنميتها، من المشاركة في الاستخدامات السلمية للفضاء الخارجي والاستفادة منه والمساهمة فيه.
وانتقد بعض الدول لتعميمها مفهوم الأمن القومي وقمع التطور العلمي والتكنولوجي للبلدان الأخرى بشكل غير عادل.
وشدد المبعوث على الحاجة إلى تعاون عالمي وحوار شامل لتعزيز إدارة الفضاء الخارجي.
وأعرب عن تأييده لـ"مشروع قرار أكثر شمولا وتوازنا" قدمته روسيا مؤخرا بشأن أمن الفضاء الخارجي، داعيا إلى التوصل إلى اتفاق مبكر بين أعضاء مجلس الأمن.
وقال فو إن "الفضاء الخارجي ملك للبشرية جمعاء ويؤثر على أمن ورفاه جميع الدول الأعضاء"، مضيفا أنه "يتعين على جميع الدول العمل معا لتحويله إلى جبهة جديدة للتعاون والتقدم متبادل النفع، بدلا من تحويله إلى ساحة مواجهة".