تعليق: كيف يمكن تنشيط التعاون الثلاثي بين الصين واليابان وجمهورية كوريا؟

قبل خمسة وعشرين عاما، أي في عام 1999، عقد قادة الصين واليابان وجمهورية كوريا اجتماع إفطار، على هامش اجتماع قادة رابطة أمم جنوب شرق آسيا والصين واليابان وجمهورية كوريا (10+3)، حيث تم إطلاق عملية التعاون بين الدول الثلاث، وكان الهدف من ذلك هو تخطيط التعاون الثلاثي والاستجابة المشتركة للأزمة المالية الآسيوية.

على مدى السنوات الـ 25 الماضية، تقدم التعاون الثلاثي إلى الأمام وسط تقلبات و منعطفات، ولعب دورا مهما في تعزيز النمو الاقتصادي الإقليمي والعالمي وقيادة التكامل الإقليمي. ولكن، بسبب عوامل مثل تفشي جائحة كوفيد-19 ومحاولات واشنطن لإثارة المواجهة والانقسام في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، وصل التعاون بين الدول الثلاث إلى "طريق مسدود" بعد القمة الثامنة بين الصين واليابان وجمهورية كوريا في ديسمبر 2019. ثم في نوفمبر 2023، عقدت القمة الصينية-الأمريكية في سان فرانسيسكو، الأمر الذي أسهم في استقرار العلاقات الثنائية بين البلدين، وأدى أيضا إلى تحسين العلاقات بين الصين واليابان وجمهورية كوريا، مما خلق ظروفا خارجية لاستئناف قمة الصين واليابان وجمهورية كوريا.

وفي 27 مايو الجاري، عقدت القمة التاسعة بين الصين واليابان وجمهورية كوريا في سيئول، حيث اتفقت الأطراف الثلاثة  على الالتزام بتنفيذ "آفاق التعاون الثلاثي في العقد المقبل" الذي تم تبنيه خلال القمة السابقة، والسعي لإضفاء الطابع المؤسسي على التعاون الثلاثي، والعمل معا لتعزيز السلام والتنمية والازدهار في العالم.

وأشار المحللون إلى أنه على خلفية الوضع الدولي المضطرب والانتعاش الاقتصادي العالمي البطيء، فإن عقد اجتماع قادة الصين واليابان وجمهورية كوريا يظهر اهتمام الدول الثلاث واعتزازها  بالتعاون الثلاثي، كما يعكس عودة سياسات اليابان وجمهورية كوريا تجاه الصين إلى العقلانية ودفء الأجواء السياسية بين الدول الثلاث.

إذن، كيف يمكن للصين واليابان وكوريا الجنوبية تنشيط التعاون الثلاثي؟ بهذا الشأن، دعا رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ خلال اجتماع القمة إلى الاستئناف الكامل للتعاون الثلاثي، وتعميق الروابط الاقتصادية والتجارية، وتحفيز التعاون في الابتكار العلمي والتكنولوجي، وتكثيف التبادلات الشعبية والثقافية، وتعزيز التنمية المستدامة. ومن جانبهما، أعرب قادة اليابان وجمهورية كوريا عن أمل البلدين في أن تكون القمة التاسعة نقطة انطلاق جديدة للدول الثلاث للحفاظ على استقرارية التعاون الثلاثي واستمراريته.

كما اتفقت الدول الثلاث على أن يكون عاما 2025 و2026 عامي التبادلات الثقافية بينهم، في محاولة لزيادة التقارب بين شعوب الدول الثلاث المتجاورة وإرساء أساس شعبي متين للتعاون الثلاثي.

يواجه التعاون بين الصين واليابان وجمهورية كوريا فرصا وتحديات في آن واحد. ففي الوقت الحاضر، تكثف الولايات المتحدة جهودها لتنفيذ استراتيجية المحيطين الهندي والهادئ الهادف لاحتواء الصين. وباعتبارهما حليفتين للولايات المتحدة، فإن اليابان وكوريا الجنوبية مقيدتان من قبل واشنطن بشأن مسألة تطوير العلاقات مع الصين. بالإضافة إلى ذلك، هناك خلافات بين الصين واليابان وبين اليابان وكوريا الجنوبية حول القضايا التاريخية، والتي تؤثر سلبيا على الثقة السياسية المتبادلة لبعضها البعض. ويرى المحللون أن تقدما جوهريا في التعاون بين الصين واليابان وجمهورية كوريا في المرحلة المقبلة مرهون بالجهود المشتركة للدول الثلاث، وخاصة اليابان وجمهورية كوريا، حيث يجب عليهما تجنب التدخل والتخريب من قبل القوى الخارجية.

بيان الخصوصية وسياسة ملفات تعريف الارتباط

من خلال الاستمرار في تصفح موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط ، وسياسة الخصوصية المنقحة .يمكنك تغيير إعدادات ملفات تعريف الارتباط من خلال متصفحك .
أوافق