تعليق: استخدام الصين كذريعة لن يحقق "حلم حلف الناتو في آسيا والمحيط الهادئ"

ومن المقرر أن تفتتح قمة الناتو في واشنطن في التاسع من الشهر الجاري بالتوقيت المحلي. وعلى غرار القمم التي عقدت خلال السنوات الثلاث الماضية، إن جدول أعمال هذا الاجتماع لا يحمل أي موضوع جديد ولا يزال كما هو: تعزيز القدرات العسكرية، ومساعدة أوكرانيا، والشراكة العالمية. وخلال مؤتمر صحفي قبل الاجتماع، قال الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ: "نحن بحاجة إلى العمل بشكل وثيق مع شركائنا في منطقة المحيطين الهندي والهادئ" للتعامل مع الصين ودول أخرى، ويعتقد هذا على نطاق واسع من قبل وسائل الإعلام أن الناتو يستخدم الصين كذريعة  لتحقيق محاولته التدخل في منطقة آسيا والمحيط الهادئ والحفاظ على الهيمنة الأمريكية.

ويبدو أن الولايات المتحدة تتخذ باستمرار خطوات إنشاء"نسخة آسيا والمحيط الهادئ من حلف الناتو، ولكن في الواقع أن "بقايا الحرب الباردة" هذه تعاني من الاضطرابات على الصعيدين الداخلي والخارجي. ومن الصعب بناء "تطويق" ضد الصين في آسيا، ومن المتسحيل بناء ما يسمى بالبنية الأمنية الجديدة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.

أولا، إن معظم دول منطقة آسيا والمحيط الهادئ لا تقبل أو ترحب. وتعتبر الولايات المتحدة حلف الناتو أداة استراتيجية للحفاظ على هيمنتها، ولكن الغالبية العظمى من بلدان منطقة آسيا والمحيط الهادئ تكره الهيمنة وتعارضها. ولن تقبل حلف الناتو الذي يفرض الهيمنة على منطقة آسيا والمحيط الهادئ.

ثانياً، داخل حلف الناتو، هناك العديد من الأعضاء  الذين يقاومون "إضفاء الطابع الآسيوي على حلف الناتو". وفي الوقت نفسه، وعلى الرغم من ضجة حلف الناتو حول "فوبيا الصين"، ولكن حافظ معظم أعضائه على علاقات مستقرة مع الصين، كما تعتقد الغالبية العظمى من دول منطقة آسيا والمحيط الهادئ أن الصين هي ركيزة الاستقرار والازدهار الإقليمي وحتى العالمي.

إن ما يسمى باستراتيجية آسيا والمحيط الهادئ لحلف الناتو هي خطة للتحريض على الانقسام والصراع وحتى الحرب، وتخدم هيمنة الولايات المتحدة. إنه يتعارض مع اتجاه التاريخ ومآله الفشل حتما.

بيان الخصوصية وسياسة ملفات تعريف الارتباط

من خلال الاستمرار في تصفح موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط ، وسياسة الخصوصية المنقحة .يمكنك تغيير إعدادات ملفات تعريف الارتباط من خلال متصفحك .
أوافق