متحدث: الصين تعارض بشدة الإعلان الصادر عن قمة "الناتو" في واشنطن

أعرب متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية اليوم (الخميس) عن استنكار الصين ومعارضتها الشديدة للإعلان الصادر عن قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) التي احتضنتها واشنطن، مشيرا إلى أن الإعلان يؤجج التوترات في منطقة آسيا-الباسيفيك ومليء بالتصريحات العدائية التي تحمل في طيّاتها عقلية الحرب الباردة.

وقال المتحدث لين جيان إن محتوى الإعلان المتعلق بالصين مليء بالتحيز والتشويه والاستفزازات، مضيفا أن الصين قدمت احتجاجات رسمية إلى الناتو حيال هذا الأمر.

وذكر أنه لإثبات ضرورة الناتو، هللت الولايات المتحدة والناتو من أجل "مجد" و"تضامن" الحلف، وقاما بتجميل صورته باعتباره "منظمة للسلام" قبل القمة، مضيفا أنه مع ذلك، لا يخفي هذا حقيقة أن الناتو هو من بقايا الحرب الباردة وأحد منتجات المواجهة بين الكتل وسياسة التكتلات.

وقال لين إن قوات الناتو قصفت يوغوسلافيا لمدة 78 يوما تحت مسمى "منع وقوع المزيد من الكوارث الإنسانية"، وأوضحت مآسي أفغانستان وليبيا أنه أينما ظهر الناتو، ستظهر الاضطرابات والفوضى. وأضاف أن ما يسمى بأمن الناتو مبني في أغلب الأحيان على انعدام الأمن لدى الآخرين، وأن الكثير من المخاوف الأمنية لدى الحلف ذاتية الصنع، وأن "النجاح" و"القوة" اللذين يتباهى بهما الناتو يعنيان خطرا هائلا على العالم.

وتابع قائلا " التكتيك المفضل لدى الناتو هو خلق أعداء وهميين لتبرير وجوده والتصرف خارج منطقته"، مضيفا أن تصوير الصين زوراً على أنها "تحدٍ شامل" وتشويه سمعة السياسات الداخلية والخارجية للصين هما خير دليل على ذلك.

وأوضح لين قائلا "بشأن أوكرانيا، يصر الناتو على أن الصين تتحمل مسؤولية، ما يعتبر ادعاءً له دوافع سيئة ولا معنى له"، مضيفا أن موقف الصين الموضوعي والعادل بشأن أوكرانيا والدور البناء الذي لعبته الصين يحظيان باعتراف واسع النطاق في المجتمع الدولي. وأشار إلى أن الناتو ينشر معلومات مضللة تختلقها الولايات المتحدة ويشوه الصين على نحو سافر لتقويض علاقات الصين مع أوروبا وعرقلة التعاون الصيني-الأوروبي.

وقال "حتى يومنا هذا، لا توجد نهاية تلوح في الأفق لأزمة أوكرانيا. مَن يؤجج النيران بالضبط؟ من 'يشجع على' الصراع بالضبط؟ المجتمع الدولي ليس أعمى".

وأضاف لين أن الصين تحث الناتو على التفكير في الأسباب الجذرية للأزمة وسلوك الناتو نفسه، والاستماع إلى صوت الخير من المجتمع الدولي، والإسهام في تخفيف حدة الصراع، بدلا من إلقاء اللوم على الآخرين.

وذكر أن الناتو وصل إلى منطقة آسيا-الباسيفيك، ويعزز علاقاته العسكرية والأمنية مع دول جوار الصين وحلفاء الولايات المتحدة، ويتآمر مع الجانب الأمريكي لتنفيذ "استراتيجية إندو-باسيفيك" للإضرار بمصالح الصين وعرقلة السلام والاستقرار في آسيا-الباسيفيك، ولقد أعربت دول المنطقة عن شكوكها إزاء ذلك ومعارضتها له.

وتابع لين قائلا إن الصين تحث الناتو على التخلي عن عقلية الحرب الباردة، والمواجهة بين الكتل، ونهج المحصلة الصفرية، وتشكيل تصور صحيح عن الصين، والتوقف عن التدخل في الشؤون الداخلية الصينية وتشويه الصين، والكف عن عرقلة العلاقات الصينية-الأوروبية.

وأوضح أنه يتعين على الناتو ألا "يجلب عدم الاستقرار إلى آسيا-الباسيفيك بعدما فعل ذلك في أوروبا".

وأضاف أن الصين تتمسك بقوة بسيادتها وأمنها ومصالحها التنموية، وأنها من خلال تنميتها وتعاونها مع الدول الأخرى، تضخ المزيد من الاستقرار والطاقة الإيجابية في السلام والاستقرار على الصعيد العالمي.

بيان الخصوصية وسياسة ملفات تعريف الارتباط

من خلال الاستمرار في تصفح موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط ، وسياسة الخصوصية المنقحة .يمكنك تغيير إعدادات ملفات تعريف الارتباط من خلال متصفحك .
أوافق