تعهدت الصين وروسيا ولاوس يوم الخميس بتعزيز التعاون لحماية المصالح المشتركة للدول الثلاث، بما يسهم في الاستقرار والرخاء الإقليميين والاستجابة للمخاطر والتحديات.
صرح بذلك كل من وزير الخارجية الصيني وانغ يي ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونائب رئيس وزراء وزير خارجية لاوس ساليومكساي كوماسيث خلال اجتماع ثلاثي عُقد في العاصمة اللاوسية فينتيان، حيث تعقد سلسلة من اجتماعات وزراء خارجية دول جنوب شرق وشرق آسيا.
وخلال الاجتماع الثلاثي، سلط وانغ، وهو أيضا عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، الضوء على عالم من التغيرات المتسارعة التي لم يشهد لها مثيل منذ قرن من الزمان، مع وجود اضطرابات جديدة في المستقبل، ونظام دولي متحول، وانتعاش اقتصادي عالمي بطيء.
وأشار إلى تصاعد الهيمنة والأحادية والحمائية، والتيارات الخفية لـ"الفناء الصغير والجدار العالي" و"فك وكسر السلاسل"، إلى جانب استمرار الصراعات الإقليمية، باعتبارها من العوامل السائدة المزعزعة للاستقرار وغير المؤكدة والتي لا يمكن التنبؤ بها في جميع أنحاء العالم.
بيد أن وزير الخارجية الصيني شدد على أن السلام والتنمية والتعاون والمنفعة المتبادلة تظل التطلع المشترك لشعوب المجتمع الدولي، وأن التعددية القطبية العالمية والعولمة الاقتصادية والديمقراطية في العلاقات الدولية تشكل الاتجاه الرئيسي لعالم اليوم.
وذكر وانغ أن الجنوب العالمي آخذ في النمو والقوى الناشئة تنهض بثبات، مشيرا إلى أن تدعيم التعاون الإقليمي وتعزيز التنمية المتكاملة وممارسة التعددية تشكل التطلعات المشتركة للدول بينما يمثل بناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية أملا أكثر إشراقا.
وأكد وانغ أن الصين وروسيا ولاوس اقتصادات ناشئة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ وقوى بناءة للسلام والتنمية الإقليميين، فضلا عن كونها تتولى حاليا الرئاسة الدورية لمنظمة شانغهاي للتعاون ومجموعة بريكس ورابطة دول جنوب شرق آسيا (الآسيان) على التوالي.
وقال إن تعزيز التعاون بين الدول الثلاث لن يساعد فقط في حماية مصالحها المشتركة، بل سيرسل أيضا رسالة تضامن وتعاون واضحة بين دول المنطقة التي تتضافر جهودها لتعزيز الاستقرار والازدهار الإقليميين ومواجهة المخاطر والتحديات.
وذكر وانغ أن الصين تشيد برئاسة لاوس للآسيان وتقف على أهبة الاستعداد للعمل مع روسيا لدعم هيكل التعاون الإقليمي المتمركز حول الآسيان ودعم لاوس ودول الآسيان في الإبقاء على مضي تعاون شرق آسيا على المسار الصحيح.
واتفق لافروف وساليومكساي مع رؤى الصين حول الوضع الدولي، قائلين إن الدول الثلاث لديها مواقف ووجهات نظر مشتركة حيال العديد من القضايا الرئيسية.
وقال وزيرا الخارجية إن روسيا ولاوس على استعداد لتعزيز التواصل والتنسيق مع الصين، وتدعيم الثقة السياسية المتبادلة، والتخطيط للتعاون المستقبلي لتشكيل قدر أكبر من التآزر لحماية المصالح المشتركة للدول الثلاث فضلا عن دول المنطقة.
وأشاد الأطراف الثلاثة خلال اجتماعهم بالنتائج المثمرة للتعاون عالي الجودة في إطار مبادرة الحزام والطريق، وتعهدوا بدفع تحقيق المواءمة بين مبادرة الحزام والطريق وإستراتيجيات التنمية للاتحاد الاقتصادي الأوراسي والآسيان، وخلق المزيد من مجالات النمو أمام التعاون لتنشيط التكامل الإقليمي.
وتعهدوا ببذل جهود لإقامة شراكة ربط بيني أوثق، بمساعدة من التشغيل عالي الجودة في الاتجاهين لخط سكة حديد الصين-لاوس وخط السكة الحديد بين الصين وأوروبا الذي يتيح إقامة ممر للسكك الحديدية يربط بين روسيا، ومانتشولي وتشنغدو وكونمينغ في الصين، وفينتيان في لاوس، وبانكوك في تايلاند، بما في ذلك توسيع وتطوير الصناعات الداعمة، والحفاظ على استقرار وسلاسة السلاسل الصناعية وسلاسل الإمداد.
وأعربت الأطراف الثلاثة عن قلقها إزاء القوى غير الإقليمية التي تصب الزيت على النار في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، واستعدادها لزيادة التنسيق والتعاون لتهدئة القضايا الساخنة بغية الحفاظ على الأمن والاستقرار الإقليميين.
واتفقوا على معارضة سياسات القوة بشكل مشترك، ومقاومة المواجهة بين التكتلات، وممارسة التعددية، وحماية الإنصاف والعدالة الدوليين.
وذكرت الأطراف الثلاثة أنها ستعمل من أجل تحقيق تآزر آليات تعاون منظمة شانغهاي للتعاون ومجموعة بريكس مع هيكل تعاون الآسيان، ما يدفع التكامل الإقليمي. وأعربوا عن تطلعهم إلى حضور الأمين العام للآسيان والأمين العام لمنظمة شانغهاي للتعاون اجتماعات بعضهم البعض.
وخلال الاجتماع، قال الجانبان الصيني والروسي أيضا إنهما يدعمان لاوس في أن تصبح شريك حوار لمنظمة شانغهاي للتعاون وتشارك في أنشطة آلية بريكس.