أدانت دول الخليج الست وسوريا بشدة القصف الذي شنه الجيش الإسرائيلي في وقت مبكر من صباح يوم (السبت) على مدرسة تؤوي نازحين وسط مدينة غزة، ما أدى، بحسب مصادر رسمية وأمنية في القطاع، إلى مقتل 100 شخص على الأقل.

وأعربت وزارة الخارجية السعودية في بيان نشرته وكالة الأنباء الرسمية (واس) اليوم "عن إدانة المملكة بأشد العبارات استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي لمدرسة التابعين التي تؤوي نازحين في حي الدرج شرق مدينة غزة".

ودعت المملكة إلى "ضرورة وقف المجازر الجماعية في قطاع غزة"، مستنكرة "تقاعس المجتمع الدولي تجاه محاسبة إسرائيل جراء هذه الانتهاكات".

وقُتل 100 فلسطيني على الأقل في قصف شنته طائرات حربية إسرائيلية على تجمع للنازحين خلال أدائهم صلاة الفجر بمدرسة التابعين في حي الدرج، وفق بيان للمكتب الإعلامي الحكومي ومصادر أمنية فلسطينية في القطاع.

في المقابل، قال الجيش الإسرائيلي إن طيرانه الحربي استهدف "مخربين عملوا في مقر قيادة عسكري تم وضعه داخل مدرسة" تستخدم مأوى لسكان المدينة، مشككا في أعداد القتلى المعلنة من الجانب الفلسطيني.

ولاحقا، قال الجيش الإسرائيلي في بيان إن نحو 20 من عناصر حركتي حماس والجهاد الإسلامي كانوا يعملون داخل المدرسة المستهدفة، قبل أن يعلن القضاء على 19 منهم في الغارة.

وأدانت قطر "بأشد العبارات" القصف الإسرائيلي، معتبرة إياه "مجزرة مروعة وجريمة وحشية بحق المدنيين العزل وتعديا سافرا على المبادئ الأساسية للقانون الإنساني الدولي"، وفق بيان لوزارة الخارجية القطرية.

وطالبت قطر بـ"تحقيق دولي عاجل" يتضمن إرسال محققين أمميين مستقلين لتقصي الحقائق في استهداف قوات الجيش الإسرائيلي المستمر للمدارس ومراكز إيواء النازحين.

بدورها، أدانت الإمارات "بأشد العبارات استهداف مدرسة التابعين".

وأكدت وزارة الخارجية الإماراتية في بيان "رفض دولة الإمارات القاطع لاستهداف المدنيين والأعيان المدنية".

وشددت على "أن الأولوية العاجلة هي الحفاظ على أرواح المدنيين، وضمان وصول المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية إلى الشعب الفلسطيني الشقيق في القطاع بشكل عاجل ومكثف وآمن ودون أي عوائق".

وأدانت البحرين بشدة القصف الإسرائيلي، وطالبت المجتمع الدولي بالاضطلاع بمسؤولياته لتوفير الحماية اللازمة للسكان المدنيين في قطاع غزة من الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة.

من جهتها، أعربت سلطنة عمان عن إدانتها "للقصف الوحشي" الإسرائيلي على المدرسة.

وقالت وزارة الخارجية العمانية في بيان اليوم "إن استهداف المدارس والمنشآت المدنية يشكل انتهاكا صارخًا للقانون الدولي الإنساني ولقرارات الشرعية الدولية".

وجددت دعوتها للمجتمع الدولي إلى "التحرك الفوري لوقف هذه الاعتداءات السافرة، والعمل على حماية المدنيين الأبرياء ومحاسبة قوات الاحتلال الإسرائيلي وفرض عقوبات دولية على إسرائيل".

فيما أعربت وزارة الخارجية الكويتية في بيان على منصة ((إكس)) اليوم عن "إدانة واستنكار دولة الكويت الشديدين" للقصف الإسرائيلي، معتبرة أنه "استمرار للانتهاكات الصارخة للقانون الدولي".

وشددت الوزارة "على ضرورة تدخل المجتمع الدولي ومجلس الأمن من أجل إيقاف هذه الجرائم البشعة بحق شعب أعزل، وبذل مزيد من الجهود لوقف إراقة الدماء".

وبجانب دول الخليج الست، أدانت سوريا اليوم "المجزرة المروعة" للجيش الإسرائيلي عبر استهدافه مدرسة التابعين في غزة.

وقالت وزارة الخارجية السورية في بيان نشرته وكالة الأنباء السورية (سانا) اليوم "صباح هذا اليوم أضاف كيان الاحتلال الفاشي مجزرة شنيعة أخرى إلى سجله الإجرامي عبر استهدافه لمدرسة التابعين وسط قطاع غزة".

وتابعت "أن سوريا تدين هذه المجزرة المروعة"، مؤكدة "أن إمعان الكيان الإسرائيلي في سفك دماء الأبرياء في فلسطين ولبنان وسوريا سيزيد أبناء هذه المنطقة إصراراً على مقاومته والرد على جرائمه، على الرغم من كل الدعم الغربي الذي يحظى به".

وتشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر الماضي حربا ضارية ضد حركة حماس في قطاع غزة خلفت أكثر من 39 ألف قتيل فلسطيني ودمارا غير مسبوق وأزمة إنسانية بعد أن شنت حماس هجوما غير مسبوق على جنوب إسرائيل أودى، وفق السلطات الإسرائيلية، بحياة أكثر من 1200 إسرائيلي واحتجاز رهائن.