في 15 أغسطس قبل 79 عامًا، أعلنت اليابان استسلامها غير المشروط. وبعد 14 عاما من النضال الدموي والتضحيات الوطنية الضخمة، حقق الشعب الصيني انتصارا عظيما في حربه ضد العدوان الياباني.
ولكن رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا أرسل أمس الخميس (١٥ أغسطس) قربانا شعائريا إلى ضريح ياسوكوني حيث يتم تقديم القربان لمجرمي الحرب من الدرجة الأولى خلال الحرب العالمية الثانية، تزامنا مع إحياء دول العالم للذكرى السنوية الـ79 لاستسلام اليابان في الحرب العالمية الثانية.
هذا وأرسل كيشيدا شجيرة "تاماكوشي" كقربان للضريح، وهو رمز للنزعة العسكرية الوحشية في اليابان في الماضي، بصفته رئيسا للحزب الليبرالي الديمقراطي الحاكم.
وتثير الزيارات والقرابين الشعائرية، التي يقوم بها ويقدمها مسؤولون يابانيون، للضريح المثير للجدل انتقادات مستمرة، كما أنها تؤذي مشاعر الشعوب في الصين وكوريا الجنوبية والدول الأخرى التي عانت من ويْلات العدوان الياباني إبان الحرب.
وفي نفس الوقت، حدد هيديو شيميزو، عضو سابق في الوحدة 731، وهي كتيبة الحرب الجرثومية اليابانية سيئة السمعة خلال الحرب العالمية الثانية، جرائم الجيش الياباني يوم الثلاثاء الماضي في الموقع الذى خدم فيه قبل 79 عاما في الصين.
وتعد هذه الزيارة هي أول عودة لشيميزو إلى الأراضي الصينية منذ 79 عاما. وكان قد أعرب سابقا عن رغبته القوية في العودة إلى الصين للترحم على أرواح الذين قضوا نحبهم خلال الحرب والاعتذار لعائلاتهم. وتمكن من إتمام الرحلة بفضل تبرعات قامت بها مختلف المجموعات المدنية اليابانية. وهذا لا يعكس صحوة ضميره وشجاعته العظيمة فحسب، وإنما أيضا يُرسل رسالة إلى الناس في اليابان مفادُها أنه: لا يمكن إخفاء الحقيقة ولا يمكن إنكار الذنب.
ويتعين على بعض الساسة اليابانيين أن يدركوا أن التعلم من التاريخ، والتأمل العميق في تاريخ العدوان العسكري، والالتزام "بدستور السلام" هو السبيل الوحيد لتنظيف اللطخات التاريخية، وسيفشل أي تجميل أو تستر على جريمة العدوان في وجه الحقائق وسيُهزم بالمقاومة الحازمة من قبل القوى العادلة.