قال وزير الخارجية الصيني وانغ يي، يوم الجمعة في تشيانغ ماي بتايلاند، إن وجوب عدم التدخل في الشؤون الداخلية لميانمار من جانب أي طرف يمثل مبدأ أساسيا.
أدلى وانغ بهذه التصريحات خلال حضوره المناقشات غير الرسمية بين وزراء خارجية الصين ولاوس وميانمار وتايلاند، التي حضرها وانغ، وسالومكساي كوماسيث، نائب رئيس الوزراء ووزير خارجية لاوس، ويو ثان سوي، نائب رئيس وزراء ميانمار والوزير الاتحادي للشؤون الخارجية، وإكسيري بينتاروتشي، السكرتيرة الدائمة للشؤون الخارجية في تايلاند.
وقال وانغ، وهو أيضا عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، إن الصين ولاوس وميانمار وتايلاند تعيش جنبا إلى جنب مع بعضها البعض بحدود طويلة وتاريخ طويل من التفاعل، وبالتالي فإن الدول الثلاث، الصين ولاوس وتايلاند، تفهم الظروف الوطنية الخاصة لميانمار بشكل أفضل من الدول الأخرى، وهي أكثر قدرة واستعدادا لتقديم المساعدة لميانمار.
وقال وانغ إن جيران ميانمار أكثر من يريدون أن تستعيد ميانمار الاستقرار والتنمية، مشيرا إلى أن الدول الثلاث مفعمة بالإخلاص وحسن النية، وتأمل في مساعدة ميانمار في تعزيز تهدئة الوضع واستقراره.
وقال إن الوضع الحالي في ميانمار لا يزال يثير القلق، وهناك ثلاثة مبادئ أساسية يجب الالتزام بها: ينبغي ألا تكون ميانمار عرضة للصراع الأهلي، وينبغي ألا تنفصل عن أسرة رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، وينبغي ألا يتم السماح بالتسلل إليها والتدخل فيها من قبل قوى خارجية.
وأشار وانغ إلى أن سياسة الصين الودية تجاه ميانمار تعم جميع أبناء شعب ميانمار، وأن الصين تلتزم دائما بمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية، وتدعم ميانمار في حماية سيادتها ووحدتها الوطنية، وتدعم ميانمار في تحقيق المصالحة الداخلية من خلال الحوار والتشاور، وتدعم ميانمار في إيجاد طريق التنمية الذي يناسب ظروفها الوطنية.
وفي هذا الصدد، طرح وانغ بعض اقتراحات:
أولا، دعم ميانمار بشكل مشترك في دفع عملية السلام الداخلي والمصالحة الداخلية إلى الأمام بطريقة منظمة ووفقا للقانون.
ثانيا، تقديم دعم مشترك لشعب ميانمار حتى يتغلب على الصعوبات الراهنة.
ثالثا، الدعم المشترك لنهج الآسيان بشأن التعامل بشكل صحيح مع قضية ميانمار، والدعم المشترك لوحدة الآسيان ومركزيتها، والعمل المشترك للوقاية من سعي قوى خارجية إلى إثارة الفوضى وتأجيج الصراعات.
وقد عرض الجانب الميانماري الوضع الحالي والجهود التي تبذلها حكومة ميانمار للحفاظ على الاستقرار الداخلي، وشكر الأطراف الثلاثة على تقديم يد المساعدة لميانمار في الأوقات العصيبة، كجيران ودودين.
وأعرب الجانب الميانماري أيضا عن عزمه على الاستفادة من المناقشات غير الرسمية في تعزيز التعاون والتفاهم، من أجل استعادة الاستقرار الداخلي وتحقيق المصالحة السياسية في وقت مبكر.
وقد أعرب الجانب التايلاندي عن رغبته في أن يرى ميانمار تحافظ على السلام والوحدة والاستقرار.
وأكدت تايلاند أنها تحترم جهود ميانمار في التعامل مع مشاكلها الداخلية على النحو الصحيح بطريقتها الخاصة، وتصر على أن تكون ميانمار تحت قيادة شعب ميانمار ومملوكة لشعب ميانمار. وأكد الجانب التايلاندي استعداده للحفاظ على التواصل مع جميع الأطراف، وتقديم المساعدة إلى ميانمار إلى أقصى حد ممكن.
وقال الجانب اللاوسي إن الدول الأربع، لاوس والصين وميانمار وتايلاند، لا تشترك في الحدود فحسب، بل تتقاسم أيضا السراء والضراء. وباعتبار لاوس والصين وتايلاند جيرانا وأصدقاء لميانمار، فإن الدول الثلاث تأمل أن تحافظ ميانمار على استقرارها وتنميتها وهي على استعداد لتقديم المساعدة لميانمار. وقال الجانب اللاوسي إنه يرى أن المناقشات غير الرسمية بين الدول الأربع ستساعدها على فهم الوضع في ميانمار بشكل أفضل والعمل معا لإيجاد حل مناسب. وأعرب الجانب اللاوسي عن اتفاقه كلية مع التزام الصين بمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية، مؤكدا أنه لا يمكن حل مشاكل ميانمار إلا من قبل شعب ميانمار ويجب منع تدخل القوى الخارجية.